يواجه أصحاب مراكز تجميع الحليب صعوبات عديدة كإتلاف كميات هامة جراء عدم قدرة المركزيات الموجودة بالمنطقة على استيعاب جميع الكميات والتخبط في المديونية وعدم القدرة على خلاص الفلاح الذي يتردد يوميا على المراكز للحصول على مستحقاته. هذه الوضعية الصعبة وصفها أحد أصحاب مراكز الحليب بالمأساوية لأن أغلبهم إما أفلسوا أو رهنوا منازلهم أو أغلقوا المراكز واختاروا قطاعا آخر. واتفق أصحاب مراكز الحليب في أنهم خلال الزمن البائد كان يمنعهم الخوف من المطالبة بحقوقهم وكشف جميع الصعوبات ولكن اليوم في ظل هذا الظرف الحساس الذي تحتاج فيه البلاد لكل الطاقات بات من الضروري الحديث عن المشاكل التي ستؤثر سلبا على المواطن التونسي الذي قد يجد صعوبة في التزود بالحليب وبالتالي تحمل ثمنه المرتفع. ومن السلبيات التي يجب تلافيها مزيد تنظيم القطاع وهيكلته والنظر في تحقيق المعادلة بين المصاريف الموجودة حاليا والمنح المسندة. ويحتاج مركز الحليب إلى شاحنة لنقل الحليب وصهريج من النوع الرفيع « إينوكس» لحفظ الحليب أثاء نقله وتتراوح تكاليف كل هذا بين 130 و200 ألف دينار إضافة إلى ارتفاع سعر المحروقات. وهذا إضافة إلى جهاز لقيس الحليب وتكاليف اليد العاملة ومع كل هذا يضطر صاحب مركز الحليب احيانا إلى سكب الحليب بالوادي بحسرة كبيرة وعيون دامعة بسبب عدم توفر مركزيات بالعدد الكافي مراجعة يرى أصحاب هذه المراكز ضرورة مراجعة المنحة التي تقدر ب 40 مليما في اللتر الواحد والنظر في بعض المركزيات المغلقة والمركزيات التي لم تمكن اصحاب المراكز من مستحقاتهم. ودعوا إلى إعادة فتحها مع تمكينهم من قروض لإعطاء مستحقات الفلاحين الذين هم في حاجة إليها بدورهم لدفع ثمن الأعلاف. وتساءل بعضهم لماذا لا تهتم الهياكل المعنية بتجفيف الحليب كآلية جيدة للمحافظة على هذه المادة الأساسية شأننا شأن بعض الدول المجاورة لا سيما منها الجزائر. وحذر هؤلاء من عدم التدخل العاجل لإنقاذ المنظومة وعواقبه الوخيمة والتي قد تحملنا إلى توريد الحليب وبيع الأبقار.