الفنان المصري حمدان الصعيدي يستحق لقب المطرب «المناضل» لأن الأغنية عنده كما يقول ليست مجرد كلمات ولحن وأداء.. وليست مجرد معنى يقوله او احساس يعبّر عنه أو فكرة يطرحها أو سؤال يبحث عن اجابة له فحسب! الأغنية عنده ليست مجرد لحظة أو نغمة أو آهة أو حتى تنهيدة! الأغنية عنده هي «حلم» يعيشه و»حياة» يتمناها و»فلسفة» ترسم ملامح شخصيته الصعيدية! انه يختار ما يناسب مشاعره ويقع في غرام الكلمة التي تسافر فورا للقلب دون جواز سفر أو تأشيرة.. ولهذا وبدون جواز سفر أو تأشيرة كان لنا معه هذا الحديث! *حمدان الصعيدي وبعد؟ أنا مطرب مصري صعيدي أعيش في تونس منذ مدة قدّمت تجارب غنائية فرجوية نالت والحمد لله رضا الشعب التونسي الذي حباني بعطفه وكرمه فاصطفيت صحبته وصرت أقدّم له عروضي صحبة فرقتي في أفراحه ومهرجاناته ومناسباته السعيدة. ولعل السر في هذا التواصل هو أني أبحث لجمهوري في تونس عن مزيد الأغاني المتميزة كلمات وألحانا وتوزيعا، زادي في ذلك الصدق والموهبة والفرجة التي تدخل البهجة على القلوب. *وماذا تقدّم في عروضك؟ لقد سبق أن شاركت في العديد من المهرجانات الصيفية التونسية وقد عرفني الجمهور الواسع من خلالها من شمال تونس الى جنوبها، ولقد سبق للأخت المنشطة القديرة هالة الركبي ان قدمتني في برنامج «شمس الاحد» في عرض فرجوي صعيدي المحتوى، وانطلاقا من بيئتي وعمقي الريفي أحبّذ تقديم فن صعيدي خالص يعتمد على الرقص والغناء و»التنورة» التي تشاهدونها في عروض المولد النبوي الشريف في مصر.. فضلا عن أني طوّرت محتوى عروضي خاصة في أعراس التوانسة ب»الزفة المصرية»! * وهل يعني هذا أنك لن تقدّم سوى الفن الصعيدي؟ بعفوية أقول : «إن كلمة فنان تعني موهبة وقدرات يستطيع عن طريقها أن يؤدي أي لون يعرض عليه سواء أكان صعيديا أو رومنسيا، فالفنان صاحب الامكانات الحقيقية لا يمكن أن يحصره شكله في اطار محدد ولا يمكن ان يحدّ من ابداعه الفني اي عامل مهما بلغت قوته ولكن مع ذلك أجد نفسي كثيرا في هذا اللون المبهج المبهر، وقد قلدني البعض تحت نفس الاسم واللون ولكن فات هؤلاء أنهم قد يستطيعون سرقة أفكاري ومحتوى عروضي ولكنهم لا يستطيعون تقليد الروح والاحساس اللذين أغني بهما ولعل هذا سر اقبال التونسيين على عروضي بمحبة صادقة بخلاف الآخرين. * والى أين تتجه أنظارك في الوقت الحالي؟ الأحلام كثيرة والطموحات كبيرة وحلمي الذي استعد الى تجسيمه الآن هو جمع «الصعايدة العرب» (أي الفنانين العرب الشعبيين) في عرض شامل ومتكامل يقدم خلاله كل فنان تراث بلاده. وكما ترى فإن الفكرة جيدة تجسّم مشروعا فنيا فيه من التوادد العربي والتقارب الشيء الكثير وأرجو ان يتحقق آجلا ولا أملك سوى الرجاء في الوقت الحاضر، ولعل المعنيين بالامر يساعدونني على تحقيقه. *ختاما نترك لك حرية التعبير؟ في الواقع أود أن أشكر الشعب التونسي وحكومته على «بستان الفرح الفني» الذي صار قبلة كل الفنانين العرب للتنزه فيه والاستمتاع بعروضه، كما أود أن أشيد بالدور الريادي للرئيس بن علي في كل المجالات وخاصة في المجال الفني ودعني أقول لك بأن «تونس جميلة يا صاحبي» وأنا واحد من عشاقها الكثيرين.