لنفرض ونسلم جدلا أن أعضاء الحكومة المؤقتة اعتصموا بجامع الزيتونة، وهم على طهارة جسدا وروحا وسريرة طالبين من الربّ سبحانه أن يملأ خزينة الدولة بما يفي ويفوق من المال بالاستجابة لحاجيات الفقراء والمساكين جميعهم و«يقنفل» الاجور والمنح والامتيازات لاصحاب الاجور المنفوخة الى حد الانفجار. ولنفرض ونسلّم جدلا ان الله سبحانه وتعالى استجاب لدعواتهم وفتح في وجوههم «باب العرش» وأغدق على الميزانية بمال قارون وذهب فرعون وخزائن أمراء الخليج وأبناء علي وأخواتهم وأصهارهم من الطرابلسية. لنفرض جدلا أن ميزانية الدولة الفارغة أصبحت جبالا من الدولارات والأوروات والريالات والدينارات وأن الحكومة المؤقتة استنجدت بالمعدات الثقيلة لمقاولات المناجم والمقاطع الحجرية لتكديس الأموال في ساحة العملة وساحة الحكومة، وساحة برشلونة ورحبة الغنم. ولنفرض جدلا ان العالم أرسل إلى الحكومة ما لديه من رجالات المال والبورصات، وعدوا هذه الثروة الطائلة وحصروا مليارات بلايينها قيمة وعددا بالفلس والملّيم تحديدا، وأن الحكومة استعدت لتوزيعها على الشعب بالقسطاس والعدل وتعهدت بأن كل ذي حق سيأخذ حقه مالا وذهبا وبيض حوت وعسلا و«حليب غولة». لنفرض كل هذا جدلا أليس من حق هذه الحكومة المؤقتة أن تقول لهذه الآلاف المؤلفة والطالبة بأن تأخذ ما تريد حالا حالا حالا «شدّوا الصف على الأقل»!!؟