شهد العراق احتجاجات على نطاق واسع على خلفية الفساد والبطالة، والمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية، في الوقت الذي تشهد فيه عدد من الدول العربية احتجاجات مناهضة للحكومات. وفي بلدة الفلوجة التي تسكنها أغلبية سنية غرب بغداد، تجمع نحو ألف محتج أول أمس قرب مكتب رئيس البلدية لمطالبة المسؤولين بتحسين الخدمات وبذل جهد أكبر لمحاربة الفساد. وحاول رجل أن يضرم النار في نفسه مستلهما بذلك ما قام به محتجون في مصر وتونس حيث أدت ثورتان الى الاطاحة برئيسي البلدين لكن متظاهرين آخرين منعوه. ونقلت وكالة «رويترز» عن جمال عبد الله وهو طالب جامعي (21 عاما) وهو من محتجي الفلوجة «إن مصير حكامنا الفاسدين سيكون نفس المصير الذي لقيه حسني مبارك وزين العابدين بن علي». وأضاف «الآن جاء دور الشباب. لن نبقى صامتين أمام الفساد والانتهاكات». وفي مدينة كركوك الغنية بالنفط شمال العراق تظاهر نحو مائة شخص قرب مبنى مجلس المحافظة. كما تجمع نحو 200 محتج في مدينة البصرة الجنوبية المنتجة للنفط. وأكدت تقارير اعلامية أن متظاهرين عراقيين أحرقوا مبنى محافظة واسط (جنوب) مسجلة هروب المحافظ وكبار مساعديه من المبنى. يأتي ذلك فيما تمارس السلطات العراقية ضغوطا مشددة على أسرة شاب بالموصل أقدم على الانتحار، بسبب تردي الوضع المعيشي، على طريقة الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي فجر ثورة شعبية ببلاده أطاحت بحكم زين العابدين بن علي. وقالت عائلة الشاب العراقي عبد المنير عبد الله، الذي انتحر قبل أمس حيث أحرق نفسه بمدينة الموصل شمالي العراق، إن السلطات المحلية استدعت والده وطلبت منه الامتناع عن الحديث إلى وسائل الإعلام عن انتحار ولده. وتدعو مجموعات عراقية على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي الى احتجاج منسق يوم 25 فيفري، وطلبت مجموعة اسمها «ثورة العراق» التي أصبح لها ستة آلاف مؤيد تنسيق مظاهرة حاشدة. وقال عضو في المجموعة على الموقع إن العراقيين جزء من العالم الذي يتأثر بما يحدث، وأضاف أن ثورة كل من تونس ومصر حافز كبير لهم للبدء في هذا المشروع العظيم.