أثبت منتخبنا الوطني للاعبين المحليين أن قصّة التحضيرات المبتورة والمنقوصة أصبحت حجّة واهية أمام العزيمة التي ظهرت بها عناصرنا الدولية في السودان والتاريخ وحده سجّل ذلك التتويج الحضاري لمنتخب الدنمارك عام 1992 بالرغم من أنه تمّ انذاك تجميع زملاء «لاودروب» في الوقت الذي كانوا فيه بصدد قضاء عطلتهم الصيفية! وأبناء الطرابلسي قد ينسجون على منوال الدنماركيين ويعودون باللقب القاري من السودان بالذات خاصة وقد أجمع الفنيون على أن منتخبنا يعتبر الأقوى في هذه المسابقة. لعلّ البعض تناسى أن منتخبنا الوطني يضم في صفوفه بعض اللاعبين الذين بلغوا الدورين النهائيين القارين سواء بالنسبة للاعبي الترجي في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية أو كذلك بالنسبة للاعبي النادي الصفاقسي الذين بلغوا الدور النهائي في مسابقة ال«كاف» وهو مؤشر آخر على المنطق الذي يفرض أن يكون منتخبنا الأجدر بهذ التتويج القاري الذي قد يكون نقطة البداية لغد أفضل للكرة التونسية في ظل ما عرفته طيلة الأشهر الماضية من هزات وخيبات. «الشروق» تحدثت إلى ثلاثة من رموز المنتخب الوطني سابقا فكانت الآراء كالتالي: منير بوقديدة: منتخبنا قادر على العودة باللقب «أظن أن منتخبنا الوطني للاعبين المحليين سيكون قادرا على بلوغ الدور النهائي أو حتى التتويج باللقب ولاحظت شخصيا أن مردود عناصرنا الوطنية قد تحسن من مقابلة إلى أخرى علما أنه لم يكن من السهل على منتخبنا الوطني تحقيق هذه النتائج الإيجابية لعدة اعتبارات منها عدم معرفة حقيقة الإمكانات التي تتمتع بها بقية الفرق المنافسة وبالرغم من أن هذه المسابقة القارية تبقى أهميتها ثانوية فأعتقد أنّها ستكون مهمة لتتجاوز الكرة التونسية مشاكلها الحالية كما أن هذا اللقب الذي قد يعود به منتخبنا الوطني من السودان قد يساهم في إعادة الهيبة المفقودة للكرة التونسية أما بخصوص النقائص التي ينبغي تجاوزها فتكمن بالأساس في عدم المجازفة من قبل الإطار الفني للمنتخب الوطني على مستوى الخط الأمامي إذ لا بد عليه من الاقتناع بأن منتخبنا الأقوى والأفضل بالمقارنة مع بقية الفرق المنافسة». علي الكعبي: أعجبني القصداوي وعبد النور ومن حقنا الحلم باللقب «لاحظت أن منتخبنا الوطني تحسّن مردوده بشكل واضح وتصاعدي خلال المقابلات الثلاث التي خاضها سواء على المستوى الجماعي أو أيضا بالنسبة للجانب البدني وحتى بخصوص الانسجام بين اللاعبين وشخصيا أعتقد أنه من حقنا أن نحلم بالعودة بالتاج الإفريقي من السودان فلا يختلف اثنان بشأن اللاعبين المميزين الذين بحوزة المنتخب الوطني وقد أبهرني مردود القصداوي وعبد النور بالإضافة إلى حارس المرمى البلبولي وأريد أن يكون ظفرنا بهذا اللقب هدية لأرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا أثناء الثورة التي قادها الشعب التونسي وأتطلع أن يقطع منتخبنا مع جميع أنواع النعرات الجهوية وأجزم بأنها ستكون فرصة ذهبية ليتخلص منتخبنا الوطني من جميع «ذنوبه» في السابق». تميم الحزامي: عادت الروح الانتصارية وهذه نصيحتي للمساكني «شخصيّا لاحظت أن عناصرنا الوطنية أصبحت تلعب بعقلية جديدة وهو ما جعل منتخبنا الوطني يقوم بدوره دفاعا وهجوما وتميّز أداء المنتخب الوطني بالاندفاع المطلوب واستعاد منتخبنا الروح الانتصارية التي كان يفتقدها في الآونة الأخيرة ولكن ينبغي الآن تجاوز بعض النقائص وتتعلق بالخصوص باللاعب الشاب يوسف المساكني الذي يجب أن يدرك جيدا كيفية التصرّف في الكرة إذ أن احتكارها في بعض الأحيان قد يتسبب في المتاعب لمنتخبنا الوطني وأنا متوسط ميدان سابق من واجبي التنبيه لهذه النقطة مع العلم أن المنطق يفرض أن يكون منتخبنا الوطني الأقوى في هذه المسابقة بحكم أن المنتخبات الإفريقية تستمد قوتها بالأساس من اللاعبين المحترفين وهو ما افتقدته هذه المسابقة ولا بد من التحذير من مغبّة الوقوع في فخ الغرور أو المبالغة لأن الأمر يتعلق بمسابقة قارية اسمها «الشان» وأود أن يحرز منتخبنا هذا اللقب حتى يقدمه لأرواح الشهداء وفي مقدمتهم الشاب البوعزيزي».