قدم المنتخب الوطني لكرة القدم مستوى طيبا خلال نهائيات كاس إفريقيا للاعبين المحليين – الشان – في دورتها الثانية التي تستضيفها السودان..وقد تمكن هذا المنتخب الشاب في مشاركة استثنائية في خضم الانتفاضة الشعبية من تجاوز كل الأدوار وصولا إلى الدور النهائي وسيلتقي المنتخب الأنغولي الذي لاقاه في الدور الأول وانتهت المباراة على نتيجة التعادل واحدا لواحد.. وعلى اثر هذه الحصيلة الطيبة لمنتخبنا التي تحسب له في هذا الظرف الراهن الذي تعيشه بلادنا خرجت «الشروق» إلى الشارع الرياضي لسبر أرائه حول حظوظ المنتخب خلال هذا الدور النهائي.. سليم بن يحيى على المنتخب التونسي أن لا يفوت هذه الفرصة المتاحة حتى يهدي الشعب التونسي لقبا هوفي حاجة ماسة له لترميم المعنويات ويجعلنا ننظر إلى المستقبل برؤية حالمة ووردية..فهذه المجموعة الشابة على غرار يوسف المساكني وأيمن عبد النور وفاتح الغربي وسلامة القصداوي وزهير الذوادي ووليد الهيشري من اللامعقول أن لا تتوج مجهوداتهم بهذا اللقب الإفريقي ليكون حافزا معنويا وهاما في بقية مشوارهم الرياضي . نبيل الهاشمي بصراحة لم أكن أتوقع وصول المنتخب التونسي إلى الدور النهائي في هذه المسابقة الإفريقية خاصة في خضم الأوضاع التي تعيشها البلاد زد على ذلك قلة التحضيرات التي عرفها هذا الفريق قبل السفر إلى السودان ولكن رغم كل هذه الظروف الصعبة والقاهرة عرف منتخبنا كيف يتجاوزها ويكون أول المتراهنين البارزين لنيل هذه الكأس منذ الدور الأول بعد تصدره طليعة المجموعة الرابعة مسجلا أعلى نسبة من الأهداف ليكون محل أنظار كل الملاحظين والمتتبعين لكأس الشان..البعض أعرب أن هذا المردود البطولي هومن نتاج الثورة الشعبية وهومردود لم نعهده في لاعبينا على الأقل في العقد الأخير ولكن لا نخال أن التونسي تنقصه الوطنية ولكن عندما تحررنا من القيود تحررت الأرجل..ولكن لا يجب ان نتهاون بالمنتخب الأنغولي بإعتبار انه تمكن من خطف هدف التعادل في الوقت البديل في المباراة الأولى التي جمعتنا به في نفس هذه المسابقة. سامي بن عمر من موقعي أقول هنيئا للشعب التونسي بهذا المنتخب الذي عرف تقدما وتألق كبيرين بعد تتالي الخيبات خاصة منها إنسحابه المر من نهائيات كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا ومعاناته من أجل الترشح إلى كأس – الكان - القادمة..فقد برهن هذا المنتخب أنه قاهر الصعاب وتجاوز كل العراقيل في كأس – الشان – هذه..فإحقاقا للحق تمكن المدرب سامي الطرابلسي ومساعده نزار خنفير من تكوين مجموعة متجانسة شابة في وقت وجيز ذات أفق مستقبلية للمنتخب الوطني والتتويج بهذه الكأس بمثابة الحصن لتماسك هذا الفريق. سمير بن الأطرش وصول المنتخب التونسي إلى الدور النهائي يذكرني بسنة 1996 والإنجاز الكبير الذي حققه المنتخب التونسي أنذاك في جوهانزبورغ في نهائيات أمم إفريقيا فالشبه الكبير على الأقل في سلسلة النتائج الإيجابية إلى حد الآن وكتونسي غيور على هذا المنتخب أرجوأن لا يكون له نفس المصير وهوالوصول إلى العين دون أن يشرب منها..وإحقاقا للحق لا يخلوهذا المنتخب من نقائص على مستوى الخطوط الثلاثة ولعل الترشح ضد المنتخب الجزائري كاد يفلت منا بعد انحلال الفريق في الشوط الثاني لولا ألطاف الله.. ولكن على سامي الطرابلسي ان يعمل على ترميم الفريق من هذه الناحية وان لا يتهاون بالمنتخب الأنغولي رضوان بن عمار رياضيا بإمكاني تصنيف المنتخب التونسي بدنمارك العرب بوصف هذا المنتخب لم يكن من المترشحين الى نهائيات أمم أوروبا سنة 1992 التي إحتضنتها السويد ولكن بعد إنسحاب المنتخب اليوغسلافي استدعيت الدنمارك لسد الشغور الحاصل وإذا به يحصل على اللقب الأوروبي.. لذا فإني متفائل خيرا بإعتبار أن المنتخب التونسي كان قاب قوسين أوأدنى من عدم المشاركة نتيجة الأوضاع الراهنة داخل البلاد وإذا به نجده في الدور النهائي ومن هذا المنطلق فإن هذا المنتخب تحدوه جدية اللاعبين والروح الوطنية وقوة العزيمة فهذه العوامل هي التي ستلعب الدور الفعال في ظفر المنتخب الوطني بهذا اللقب الإفريقي.