تعالت أصوات الخوف وارتدعت فرائص البعض مباشرة بعد كشف قرعة كأس أمم إفريقيا بما يجعلنا نتساءل إن كان هذا حالنا عند القرعة فكيف سنظهر يوم اشتداد وطيس الأرجل بعيدا عن قراءات الورق وفي خضم جداول العرق؟ نعم جاء زمان صرنا فيه نخشى منتخبات بوتسوانا والسودان ومالي وبوركينا فاسو ونبتهل إلى الله أن يبعدنا عن المغرب وليبيا والسينغال وزمبيا... ونقوم الليل مصلين وداعين أن لا نرى ولو في أحلامنا منتخبات الكوت ديفوار وأنغولا وغانا.. فهل أن ما يجري عادي.. أم أننا صرنا غير عاديين؟ مجموعتنا فيها المغرب والنيجر والغابون... لكن رغم هذه الأسماء العادية فإن الجماعة أصابهم الإسهال ونحن على بعد شهر ونصف من النهائيات... فهل إلى هذا الحد صرنا «خبزة» نخشى أفواه الاخرين.. أم أن «فجعة» التصفيات ألقت بظلالها على القلوب فجعلتها تخشى هذه الأسماء على الورق؟ أم أنها «سياسة جديدة» تصب في خانة النفخ في المنافسين لجعلنا ننتظر الخيبة بعيدا عن أي صدمة.. أو لجعلنا نرى العبور من أمام هذه الأسماء وكأنه إنجاز عظيم وتحليق في السماء؟ بالله عليكم اعطونا أسماء محددة من هذه المنتخبات تريدون أن يلاقيها منتخبنا وهو مرتاح البال بعيدا عن التوتر.. فأي اسم يترشح لملاقاتنا تجعلون منه غولا مخيفا ولا ندري لماذا؟ كلام كثير خلفته قرعة «كان 2012» بما يجعلنا نؤكد منذ الآن لكل الخائفين انه إذا كنا سنخشى منتخبات في قيمة المغرب والنيجر والغابون فلماذا نحن ذاهبون أصلا إلى هذه النهائيات؟ أليس من الأفضل توفير المال وراحة البال طالما نفتقد عزائم الرجال؟ سليم الربعاوي يوسف الزواوي (مدرب وطني سابق): أستغرب هذا التخوف من منتخب المغرب «شخصيا أشعر بالتفاؤل لأن منتخبنا الوطني حاليا أصبح قادرا على الذهاب بعيدا في أي مسابقة بدليل تتويجه غير المتوقع بلقب ال«شان» في السودان وأرفض كل هذا التخوف من منتخب المغرب فالتاريخ أكد أننا نتمتع بأسبقية واضحة على حساب «أسود الأطلس» وأعتقد أن النتيجة التي سيحققها منتخبنا الوطني في «كان 2012» ستعتبر مكسبا جديدا للكرة التونسية بحكم أن منتخبنا ترشح في اللحظات الأخيرة إلى هذه المسابقة وهو ما سيجعل الجمهور الرياضي لا يتشدد في انتظاراته التي يعلقها على هذه المشاركة القارية وحتى فريق الغابون الذي سنواجهه أمام جماهيره وعلى أرضه لا أعتقد أنه سيقدر على التصدي لطموحات أبناء المدرب سامي الطرابلسي». سامي غيراتس يعرب عن ارتياحه بعد وقوع المغرب في مجموعة الغابون أعرب مدرب المنتخب المغربي البلجيكي إيريك غيراتس عن ارتياحه بوقوع فريقه في نفس المجموعة مع الغابون التي تشارك غينيا الاستوائية في استضافة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2012. وقال غيراتس إني أحترم جميع المنتخبات التي وصلت للأدوار النهائية كما قلت سابقا فإننا نطمح للذهاب بعيدا ونيل اللقب... علينا الفوز في جميع المباريات وإذا لم نواجه ما يسمى بالمنتخبات الكبيرة في الدور الأول سنلتقي بها لاحقا». وأضاف: «أنا سعيد باللعب في ليبرفيل التي يوجد بها أفضل ظروف الإقامة والتدريب وباستثناء مباراتنا مع الغابون فإن باقي المباريات سنلعبها في ملاعب محايدة ومن الطبيعي أن نبحث عن التأهل منذ المباراة الأولى». محمد باللطيفة فوزي البنزرتي (مدرب وطني سابق): حذار من المغاربة «لاحظت أن المنتخب المغربي يمر حاليا بفترة زاهية وتألق الكرة المغربية لم يقتصر على المنتخب بل شمل أيضا الفرق في ظل بلوغ الوداد والمغرب الفاسي الدورين النهائيين لرابطة الأبطال الإفريقية وال«كاف» أما بالنسبة لمنتخب الغابون فإنني أعرفه جيّدا بحكم أنني واجهته سابقا عندما كنت أشرف على حظوظ المنتخب الليبي ويعتمد هذا الفريق على عناصره المحترفة خارج الغابون ويتمتع بمستوى فني محترم وبخصوص النيجر فإنه يبقى من المنتخبات القادرة على مفاجأة الجميع كما فعل هذا الفريق في التصفيات المؤهلة لهذه المسابقة القارية لذلك لا بد أن يقوم منتخبنا الوطني باستعدادات جيدة مع العلم أنني أعتقد أن المواجهات الكروية الثلاث التي سنخوضها أمام المغرب تبدو في متناولنا». سامي توفيق بن عثمان (مدرب وطني سابق): كلما كان المغرب أقوى منا فزنا عليه «أذكر أنه خلال التصفيات المؤهلة لأولمبياد سيول كان منتخب المغرب يتمتع بأسبقية فنية واضحة على منتخبنا الوطني خاصة أنه كان يضم في صفوفه العديد من اللاعبين المتحترفين مقابل لاعب وحيد محترف في منتخبنا الوطني ومع ذلك فقد تمكنت عناصرنا الوطنية انذاك من إزاحة المغرب وهو ما يؤكد أن مثل هذه المباريات لا تخضع مطلقا إلى التكهنات لأنها تندرج في إطار ما يعرف ب«الدربيات» إلا أن هذا الأمر لا يمنعنا من الاعتراف بأن المغرب في الوقت الراهن أقوى من منتخبنا الوطني التونسي المطالب باللعب بنفس الروح التي خاض بها ال«شان» حتى يتمكن من تجاوز عقبة المغرب أما بخصوص النيجر والغابون فأعتقد أننا لن نجد صعوبة تذكر في التغلب عليهما». حماني عيسى حياتو يؤكد بأن خريطة إفريقيا تغيّرت قال رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عيسى حياتو أن الجزائر ومصر لم تظهرا بالمستوى القوي خلال التصفيات الإفريقية الأخيرة مشيرا إلى غياب المنتخبات التقليدية مثل نيجيريا والكامرون ومصر والجزائر خلال قرعة كأس أمم إفريقيا بغينيا الاستوائية بعد تغيير إيجابي تشهده الكرة الإفريقية وأشار حياتو إلى المنتخبات الصغيرة التي تأهلت لأول مرة في حياتها على غرار النيجر وبوتسوانا وغينيا الاستوائية باعتبارها منظمة البطولة منتخبات تستحق التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012. باللطيفة نبيل معلول ل«الشروق»: المغرب أقوى منّا فنيا سبق لنبيل معلول أن واجه المنتخب المغربي كلاعب وكمدرب بأزياء الفريق الوطني وهو ما يعني أنه الأفضل للحديث عن حظوظ «النسور» في نهائيات كان 2012 حيث سيلتقي منتخبنا مجددا بنظيره المغربي. نال نبيل معلول يوم 14 فيفري 2004 شرف التتويج بكأس أمم إفريقيا مع المنتخب الوطني التونسي في خطة مدرب مساعد للفرنسي روجي لومار لذلك ارتأت «الشروق» أن تتحدث إليه بخصوص المواجهة الكروية المثيرة التي ستجمع منتخبنا الوطني ب«أسود الأطلس» ضمن مباريات المجموعة الثالثة في نهائيات «كان 2012» والتي تضم كذلك النيجر والغابون كما سألنا معلول أيضا عن توقعاته بشأن فريقه الترجي الذي سيواجه بدوره الوداد المغربي هذا فضلا عن الإفريقي الذي سيصطدم بدوره بفريق مغربي وهو المغرب الفاسي وذلك في إطار الدورين النهائيين لرابطة أبطال إفريقيا وال«كاف» فأكد لنا معلول ما يلي: «أظن أن المجموعة التي ينتمي إليها منتخبنا الوطني صعبة في ظل تواجد أحد المنتخبين المستضيفين لهذه النهائيات ويتعلق الأمر بمنتخب الغابون ونعلم جيدا أنه في مثل هذه الوضعيات عادة ما تسعى المنتخبات المستضيفة إلى اقتلاع بطاقة الترشح إلى الأدوار المتقدمة مستغلة عاملي الأرض والجمهور أما بخصوص المنتخب المغربي فإنني أؤكد بكل صراحة أنه أقوى فنيا في الوقت الحالي من المنتخب التونسي خاصة وأن «أسود الأطلس» يعولون على اللاعبين المحترفين إذ باستثناء حارس مرمى الوداد (المياغري) فإن بقية لاعبيه ينشطون في البطولات الأجنبية كما لاحظت أن أداء المنتخب المغربي تطوّر بشكل واضح خلال المباريات الماضية وتحديدا منذ أن تعاقد الفريق المغربي مع المدرب «غيراتس» لذلك ينبغي على منتخبنا الوطني أن يقوم باستعدادات كبيرة لهذا الموعد القاري حتى نتمكن من تحقيق نتائج إيجابية كما هو الحال بالنسبة للترجي والنادي الإفريقي إذ نتمنى أن يحالفنا النجاح في هذه المواجهات الكروية الثلاث بين تونس والمغرب». سامي حماني