المسامحة هي مفهوم يتسامى بالإنسان الى درجة اخلاقية وروحية عالية. فالمسامحة نوع من أنواع الكرم مطلوب من البائع والشاري وقاضي الدين. ولقد خاطب رسول الله البائع قائلا: «زن وارجح. وأمر قاضي الدين بالإحسان في أدائه فقال: «خيركم أحسنكم قضاء». كل ذلك دون شرط مسبق حتى لا يتحوّل الإحسان الى ربا. وقد يكون الاحسان على شكل مكافأة مالية أو كلمة شكر أو دعاء أو هدية. ولا يخفى على أحد ما لهذا التصرف من اثر اجتماعي حسن بعيد المدى، فهو يشجع الناس على مساعدة بعضهم البعض، اضافة الى أثرها في تقليص الغش والغبن والاحتيال الى الحد الأدنى. أما إعسار الطرف المدين عن السداد فقد حث الله الدائن على الانتظار بقوله: {وإن كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون} [البقرة:]. ويبين أن التصدق على المعسر بالدين المعدوم أو المشكوك فيه أفضل في الثواب وأوقع في النفس. وقد شمل هذا كله حديث رسول الله ص «رحم الله عبدا، سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى».