عقد حزب الوحدة الشعبية أوّل أمس الأحد 20 فيفري مجلسه المركزي في مقرّه في العاصمة وقد قرّر المجلس المركزي سحب الثقة من المكتب السياسي ومن الأمين العام السيّد محمد بوشيحة وتجميد عضويته الى حين تنظيم مؤتمر الحزب القادم كما انتخبوا هيئة مؤقتّة لتسيير الشؤون اليومية للحزب وانتخاب السيّد حسين الهمامي منسّقا لها والسيّد عادل الحاج سالم ناطقا رسميا باسمها الى جانب مجموعة من المناضلين . وعلى إثر انعقاد المجلس المركزي أصدر حزب الوحدة الشعبية البيان التالي «انّ المجلس المركزي لحزب الوحدة الشعبية المنعقد بمقر جريدة الوحدة كامل اليوم 20 فيفري 2011 استكمالا لأشغال الدورة العادية التي لم يتسنّ عقدها يومي 5 و6 فيفري بحلق الوادي، وبعد المستجدات وطنيا وتنظيميا، فإنّه: يقف اجلالا لأرواح الشهداء الأبرار الذين مهّدوا لثورة الشباب المباركة التي دخلت بها تونس طور استكمال استقلال البلاد وتجسيد النظام الجمهوري وتحقيق الكرامة وقيم المواطنة، ويوجهون مشاعر الامتنان الى كل من ساهموا فيها بكل أشكال النضال بمن فيهم شباب الحزب رغم تخاذل جزء من قيادته وعدم فهمهم تطورات الأمور. يعتبرون أن الثورة التونسية التي انطلقت بشكل عفوي لا تحتاج وصاية من أي جهة أو تنظيم وتتطلب جهودا من كل من آمن بأهدافها كي لا تحيد عن مسارها ولا تصبح ملكية لحزب أو لجهة ، ويحذرون من ممارسات التوظيف والاقصاء التي بدأت تمارسها بعض الأطراف في الحكومة الانتقالية وفي معارضتها على حدّ سواء. يبدون قلقهم الشديد من مظاهر العنف والفوضى واستباحة القانون والأعراف في الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة والتحريض على التباغض على الأساس الديني والجهوي وضرب الحريات الفردية في عديد المجالات، ويعتبرون ذلك زيغا عن مسار الثورة وتهديدا لقيم المواطنة وعودة الى عقلية الفكر الواحد والحزب الواحد. يؤكدون أن الوحدة الشعبية تيار متأصل في المجتمع التونسي باعتباره أول تيار معارض منظم بعد الاستقلال يؤمن بالتداول السلمي على السلطة ويتمسك بالاشتراكية والعدالة الاجتماعية ويدعو الى النظام البرلماني وتطوير القوانين المنظمة للحياة العامة كما تبينه لوائح مؤتمراته وأدبياته منذ منتصف الستينات، وهم يقرّون بالمسؤولية وان بدرجات متفاوتة في انحراف قيادة الحزب في السنوات الأخيرة عن مساره وانخراطها في التسويق لسياسات الحزب الحاكم ورئيسه، مما دعا أعضاء المجلس المركزي في مرات عديدة الى التنبيه الى خطورة الانحراف وأهمية الدفاع عن الهوية المميزة للحزب. يحمّلون مسؤولية تعطيل هياكل الحزب منذ الثورة المباركة الى الأمين العام الذي ظل يناور ويضع العراقيل أمام عقد المجلس المركزي للحزب تخوفا من المساءلة والمحاسبة في ما يتعلق بالأداء السياسي أو بالتصرف الاداري والمالي، وآخرها الامتناع عن حضور هذا الاجتماع بعد الغياب عن الاجتماع الأصلي ليوم 5 فيفري الجاري، كما يحملونه والمكتب السياسي مسؤولية الانحراف عن مسار الحزب، ويقررون بعد المداولة وبعد تلاوة نص العريضة التي وقعها أعضاء المجلس المركزي يوم 5 فيفري ما يلي: سحب الثقة من المكتب السياسي والأمين العام السيد محمد بوشيحة ايقاف عضوية السيد محمد بوشيحة في الحزب حتى المؤتمر القادم استنادا الى الفصل الخامس عشر من القانون الأساسي للحزب والذي ينص على «يفقد صفة الانتساب الى الحزب كل من يتخذ بشأنه قرار إيقاف جزاء الاساءة بسلوكه الى شرف الحزب وسمعته وذلك طبقا للاجراءات التي ينص عليها النظام الداخلي»، وحسب الفقرة الثانية من الفصل 48 من النظام الداخلي»يكون الايقاف المؤقت للانتساب جزاء من أساء بسلوكه لشرف الحزب وسمعته ويحجّر على المعنيّ بالقرار التحدث باسم الحزب وتولي مسؤولية ما داخل هياكله» ينتخبون هيئة تسيير مؤقتة توكل اليها مهام التسيير اليومي للحزب، وتأمين ظروف انعقاد مجلس مركزي استثنائي في أجل لا يتعدى شهرا واحدا، وتقديم قضية استعجالية لاسترداد حسابات الحزب ومقراته ووثائقه وتعيين محاسب للتدقيق في مصاريفه ومداخيله. يطالبون القضاء بالتحقيق في ما أعلنته لجنة تقصي الرشوة والفساد عن تلقي أربعة من مسؤولي الأحزاب لرشوة مقدارها خمسون ألف دينار لكل منهم خلال الثورة، واعلان أسمائهم ومتابعتهم قضائيا بتهمة الارتشاء والكشف عن أسماء شركائهم ومقاضاتهم ضمانا للحق العام. يعلنون انتخاب السيد حسين الهمامي منسقا لهيئة التسيير بعضوية كل من السيدات والسادة: عادل القادري، وسيلة العياري، ريم سعيدان، عبد الحميد بن مصباح، فوزي جراد، سليم الزواوي، رمزي البوسليمي، حبيب بوشويشة، عبد الرحمان الدريدي، فتحي الحنيفي، عادل الحاج سالم(ناطقا رسميا) كما تضم الهيئة في المستوى الجهوي: نايلة العشاش، عبد العزيز الوسلاتي، صالح زنايدية، الأسعد الزيدي، محسن شليق، رمزي العنابي، نزيهة ماني، يوسف الزموري، نبيل الشيخاوي، نادر البياوي، حافظ كرباعة، بلقاسم الغيضاوي، محمد بن رمضان». وسيعقد الحزب في العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء في مقر صحيفته «الوحدة»ندوة صحفية لشرح التطوّرات التي عرفها الحزب وبرامجه في الفترة القريبة القادمة ومواقفه من عديد القضايا المطروحة اليوم في تونس .