القدس المحتلة رام اللّه (وكالات): هوّن أمس شارون من أهمية الخطوات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية الجديدة لأجل التوصل إلى هدنة متبادلة مشترطا وضع حد لعمليات المقاومة الفلسطينية، وتفكيك بناها العسكرية وتنفيذ الاصلاحات التي تطالب بها تل أبيل وواشنطن لاستئناف التفاوض في إطار «خريطة الطريق». وجاء «انقلاب» شارون هذا وابتزازه الواضح لمحمود عباس قبل أيام قليلة من قمة شرم الشيخ التي يتواصل الاعداد لها بينما ردت المقاومة الفلسطينية ميدانيا على الاعتداءات الصهيونية الأخيرة بهجمات أوقعت عديد الاصابات في صفوف جنود الاحتلال. وعلى مدى الأيام الماضية تعددت التصريحات الاسرائيلية المشيدة بالخطوات المتخذة من جانب رئيس السلطة الفلسطينية «أبو مازن» الساعي إلى اقناع الفصائل بالدخول في هدنة جديدة مع الكيان الاسرائيلي. انقلاب شاروني وبعد الثناء على مبادرات أبي مازن باتجاه التهدئة الميدانية بما في ذلك نشر قوات الأمن الفلسطينية عند الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948 . «انقلب» شارون على تصريحاته السابقة ورأى أن أبا مازن لم يتخذ أي اجراء ملموس يذكر ضد فصائل المقاومة عدا نشر بضعة آلاف من أفراد الأمن عند الحدود. ونقل بيان صادر أمس عن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني قوله أثناء محادثة عبر الهاتف مع رئيس وزراء النرويج «كييل ماغني بوندفيك» ان تل أبيب لن تتفاوض مجددا مع الفلسطينيين في إطار «خريطة الطريق» إلا إذا أنهت السلطة الفلسطينية مانعتها بأعمال «الارهاب»، وفككت البنى التحتية العسكرية لفصائل المقاومة. ووضع شارون شرطا آخر لاستئناف التفاوض مع الفلسطينيين يتمثل في تنفيذ الاصلاحات المطلوبة أمريكيا واسرائيليا داخل هياكل السلطة الفلسطينية. وكان شارون قد وصل الأسبوع الماضي إلى حدّ توقع حدوث ما سماه اختراقا تاريخيا في عملية التسوية مع الفلسطينيين أثناء اشادته بسياسة محمود عباس. وفي سياق الانقلاب الاسرائيلي ذاته، قال أمس «ايهود اولمرت» نائب رئيس الوزراء الصهيوني ان الهدف من قمة شرم الشيخ التي تعقد الثلاثاء المقبل بمشاركة شارون ومحمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني عبد اللّه الثاني، يتمثل في اقناع العالم بمدى شجاعة وجرأة شارون حين وافق على اتخاذ مبادرات تجاه الفلسطينيين حسب زعمه. وأضاف ان الكرة الآن في ملعب الفلسطينيين المطالبين بتنفيذ ما وعدوا بتنفيذه. وتحدثت حكومة شارون عن امكانية اعادة نشر قواتها خارج 5 مدن بالضفة الغربية اضافة إلى الافراج عن مئات الأسرى وتعليق اغتيال الملاحقين من رجال المقاومة. وعبّر أمس حسن أبو لبدة الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني عن عدم رضا الجانب الفلسطيني عن العرض الاسرائيلي بالافراج عن 900 معتقل فلسطيني موضحا ان معايير الافراج عن المعتقلين ليست هي ما يطمح إليه الجانب الفلسطيني. وحذّر أبو لبدة الذي كان قد التقى الليلة قبل الماضية مدير مكتب رئيس الوزراء الصهيوني من ان الخلاف بشأن موضوع المعتقلين يمكن أن يقوّض قمة شرم الشيخ. وقالت أمس وكالة أنباء الشرق الأوسط ان الفلسطينيين والاسرائيليين سيعقدون لقاءات ثنائية على هامش القمة الرباعية. ردّ على العدوان وعلى الأرض داخل الأراضي المحتلة أصيب ما لا يقل عن 7 جنود اسرائيليين في عمليات جديدة للمقاومة الفلسطينية التي استهدفت مجددا قوات الاحتلال ردا على اعتداءاتها المتواصلة بالرغم من حالة الهدوء السائدة منذ أيام. وأصيب أمس 4 جنود صهاينة جراح أحدهم خطيرة حين فتح مقاومون فلسطينيون نيران بنادقهم الرشاشة من داخل سيارة مسرعة باتجاه جنود كانوا يحرسون مستوطنة قرب الخليل. وتبنت الهجوم كتائب شهداء الأقصى في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية. وبعد الهجوم مباشرة بدأت قوات الاحتلال حملة تمشيط واسعة شملت بلدات وقرى في محيط الخليل بحثا عن منفذي الهجوم الفدائي. وفي وقت سابق كان 3 عسكريين اسرائيليين قد أصيبوا في هجوم نفذه مقاوم فلسطيني على موقع عسكري في قطاع غزة أول أمس. وفي الوقت نفسه تقريبا استشهد مدني فلسطيني برصاص جنود الاحتلال بين حاجزين عسكريين اسرائيليين.