طالعت بدهشة ما نشرته جريدة «الشروق» بتاريخ 25 جانفي 2011 تحت عنوان «بيان المكتب الوطني للمنظمة التونسية للتربية والاسرة» فقد تحول الخطاب الخشبي للمكتب الذي يرأسه السيد سالم المكي من تدبيج المديح لصانع التغيير صاحب الرؤية الثاقبة والعناية الموصولة الى الاحتفال ب«طرد» الرئيس المخلوع وزمرته الفاسدة... ولا أجد تعليقا غير الحديث النبوي «من مدح ثم ذم فقد كذب مرتين»... ولا يبدو الامر متعلقا غير الحديث النبوي «من مدح ثم ذم فقد كذب مرتين»... ولا يبدو الامر متعلقا فحسب بحماس مصطنع في ترديد شعارات الثورة إخفاء لماضي التزلف للنظام وأعوانه بل برغبة في التغطية على ملفات فساد وسوء تصرف تورط فيها المكتب الحالي ليس أقلها التحيل على المربي الفاضل السيد الطاهر الدريدي (مدير معهد متقاعد) الذي تسوغ المعهد الخاص التابع للمنظمة بمنزل بورقيبة من سنة 2003 الى سنة 2010، فقد عمد رئيس المنظمة السيد سالم المكي الى الاستيلاء على مبلغ يفوق السبعة آلاف دينار جمعها من التلاميذ واحتفظ بها بدل تسليمها الى مدير المعهد طبقا لمحضر الاتفاق الممضى من الطرفين. (تمتلك «الشروق» كل الوثائق التي تهم هذا الموضوع). في ما يلي نص الرسالة التي خطها المعني (السيد الطاهر الدريدي) في ما قال انها مظالم تعرّض لها من رئيس منظمة التربية والاسرة: «إني المواطن: الطاهر الدريدي مدير معهد متقاعد، كنت قد تسوغت المعهد الخاص التابع للمنظمة التونسية للتربية والاسرة بمنزل بورڤيبة من سنة 2003 الى سنة 2010. وقد أوفيت خلال تلك الفترة بكل التزاماتي المهنية والمادية من أجور ومعلوم كراء وأداءات، هذا فضلا عن الاصلاحات والصيانة والتعهد. ولم يقع أي إخلال من جانبي بأي من واجباتي التي يمليها عليّ القانون والاخلاق المهنية. وفي موفى جوان 2010 ومنذ انتهاء مهامي بهذا المعهد، وقع تحرير محضر تسليم ممضى من طرفي ومن ممثل عن المنظمة المذكورة وكذلك السيدة المديرة الجديدة للمعهد، ينص هذا المحضر على التزامي بتسديد كل ما عليّ من دفوعات متخلدة بذمة المعهد والتي سبقت تاريخ 30 جوان 2010. وفي المقابل تتعهد إدارة المعهد بجمع الديون المتخلدة بذمة تلاميذ المعهد للفترة السابقة للتاريخ المذكور آنفا والتي يفوق مبلغها السبعة آلاف دينار. ولكن الى حد الآن لم أحصل على أي مبلغ من هذه الديون والتي دفع التلاميذ أقساطا هامة منها الى إدارة المعهد. وعلى الرغم من الاتصالات المكثفة سواء بإدارة المعهد أو الادارة المركزية للمنظمة ولكن دون جدوى. وقد حاولت الاتصال بالسيد سالم المكي رئيس المنظمة أملا مني في أن يتفهم حقوقي ويأذن لمنظوريه بتمكيني منها لكن السيد سالم المكي رئيس المنظمة التربوية رفض حتى قبولي بمكتبه. وقد علمت بأن هذا المسؤول الكبير هو الذي أصدر أوامره بأن يمتنع أعوانه عن تمكيني من حقوقي المذكورة، وهي حقوق ثابتة وموثقة. وقد كاتبته برسالة مضمونة الوصول طالبته فيها بتمكيني من مستحقاتي، ولكن دون جدوى، ثم أردفتها برسالة ثانية مضمونة الوصول أيضا أعلمته فيها بأنني إذا لم أحصل على حقوقي فسوف ألتجئ الى القضاء. وكذلك الى وسائل أخرى كالاعلام وغيرها. والى حد هذه الساعة لم يحرك هذا المسؤول أي ساكن. وفي المقابل فإنني متمسك بحقوقي وسوف أسعى وبكل الوسائل القانونية لاسترجاعها. ونحن الآن في عهد جديد عهد الثورة الشعبية المباركة والتي قامت أساسا على مقاومة الظلم والتعسف وتمكين كل مواطن من حقوقه. ولكن ويا للأسف لا زالت هناك بقايا رواسب العهد السابق الذين يتصرفون بمنطق القوة والتعسف والاستيلاء على حقوق المواطنين. لكن ثقتنا في ثورتنا قوية لفرض العدالة والمساواة والحق الذي يعلو ولا يعلى عليه».