نقل عن القائد الأنقليزي كرومويل الذي عدّه معاصروه دكتاتورا قوله: «تسعة مواطنين من أصل عشرة يكرهونني ما أهمية ذلك إذا كان العاشر وحده مسلحا؟!». كتاب «الطاغية» إلهي ! هل كان هذا الجلاد.. الجلف.. الغليظ.. نطفة، علقة، ثم نفخت فيه من روحك؟! فكاهيون الحكام العرب قطعوا أرزاقنا...»! دريد لحام ضاحك مُضحك رعيّته مطمئنّة والمهرّج عاطل أغلقت المسارح ولا عزاء.. للممثلين! حين كتبت النصّين وهما من كتاب «مراسم الكذب» كان بعض الطغاة في ذهني وخاصة النص الثاني «فكاهيون» فحين كتبته كان «جحا السياسة» العربية ماثلا أمامي.. هذا الذي بشطحاته المتعدّدة جعل العرب أضحوكة.. هذا الذي يصف شعبه بالجرذان ويقصفهم بالطائرات وقذائف «الآر، بي، جي». جعل صورة العرب في أدنى درجاتها هذا الذي لم يبق لنا منه سوى تلك «الذبابة» التي اجتهد في «نشها» لما حاورته «نسمة» قناة صديقه برلسكوني.. هذا الذي لم يبق لنا منه سوى بعض الشطحات اللعوبة مثل «الشيخ الزبير» (شكسبير) و«دايما على الكراسي» ويعني ال(Démocratie)! هذا الذي بذّر أموال الشعب الليبي.. هذا الذي جهّل شعبا فيه من المفكرين والمثقفين الذين استعصوا على سياسته التي اعتمدت العنف والرشوة والابتزاز.. رحل الطاغية وأنا على يقين.. يوم الجمعة الذي كنس فيه بن علي ومبارك سيكون آخر أيام الطاغية الذي يبدو أنه فرّ منذ أيام أمام المدّ الجماهيري للشعب الليبي الصنديد البطل الذي واجه آلة القمع بصدر عار في ظل تواطؤ دولي وصمت مخز من أنظمة كانت ومازالت تدعي حماية الانسان وحقوقه.. رحل الطاغية.. لفظ أنفاسه الأخيرة حين وصف شعبه بالجرذان والجرذان لا تهرب بل تواجه والشعب الليبي ليس جبانا ولم ولن يُهان.. الطاغية تمادى في طغيانه بفعل الضمائر التي ماتت وأعماها «القائد» بأمواله فصفقت ومجّدت وهلّلت وكتبت عشرات المقالات بحبر استحال اليوم دما يدفعه الشعب الليبي الذي ضخّ القذافي من أمواله (الشعب) رشوة لبعض الكتبة من أجل «مديح عال». ويدفع اليوم من دمه جراء تلك «المقالات التي تمجد «أمين القومية العربية»! ماذا لو تنشر بعض الجهات قائمات من المستفيدين من أموال القائد وقائمات الذين احترفوا «الجباية» من الجماهيرية العظمى التي ما تقول «طق».. ماذا سيقول أبواق النظام البائد لا محالة وهم يشهدون الزور؟! كيف سيفسّرون للشعب الليبي عمالتهم وهم يبرّرون بطش «القائد» عبر تلميع صورته ونجله «زيف الاسلام القذافي»!؟ هؤلاء هم الذين كانوا مع بن علي ثم نفضوا أيديهم منه واليوم سيكرّرون نفس الفعلة الجبانة وسينكرون علاقتهم ب«القائد» أمين القومية العربية..!