أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ال«بنتاغون» أمس استعدادها الكامل للتدخل العسكري ضدّ ليبيا لاعادة الوضع الأمني الى طبيعته ووقف حمامات الدم التي تجري في البلاد فيما أكدت بريطانيا أن كلّ الخيارات مفتوحة أمامها لانقاذ 170 عاملا بريطانيا تقطعت بهم السبل في الصحراء الليبية. ونقلت شبكة «سي.أن.أن» عن مسؤول عسكري أمريكي رفيع قوله أمس: إن ال«بنتاغون» يدرس كافة الخيارات المحتملة لدعم الرئيس باراك أوباما في التعامل مع الوضع الراهن. تزويد أوباما بالخيارات وأضاف أن وظيفة الوزارة تكمن في جعل الخيار العسكري متاحا أمام الرئيس أوباما وقد قمنا بتزويد أوباما بكافة الخيارات التي قد يحتاجها. وأشار الى أن الخطط الأولية للخيارات العسكرية المحتملة تضع ضمن أولوياتها حماية المواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية ووقف العنف ضدّ المدنيين الليبيين. وأماطت مصادر أمريكية اللثام عن سجال محتدم بين رؤوس النظام الأمريكي حول الحلول العسكرية حيال ليبيا. من جهته أكد البيت الابيض الليلة الماضية أنه لا يستبعد أي خيار مع ليبيا بما فيه الخيار العسكري. وفي ذات السياق، كشفت مصادر أوروبية مطلعة عن تهديد واشنطن للنظام الليبي باستخدام القوة إذا استمر في حملته العسكرية ضدّ الأهالي. ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن المصادر قولها إن طائرات الحلف الأطلسي ستطيح بالطائرات الحربية الليبية مشيرة الى أن التدخل سيكون عبر مظلة ال«ناتو». وأضافت أن هذا العمل العسكري سيتجسد إما في تدخل عسكري مباشر في الأجواء الليبية أو عبر صواريخ من سفن حربية غربية ترسو في المياه الدولية القريبة من العاصمة طرابلس. وأضافت أن الطائرات الأطلسية عازمة على قصف مخازن الأسلحة لتفادي استعمالها ضدّ المدنيين. وأوضحت أنّ سفنا حربية قد تلجأ الى التشويش الالكتروني لمنع تحليق الطائرات الليبية في حال التدخل الأطلسي. ترحيب واعتبرت أن هذا التدخل سيجد ترحيبا من طرف الرأي العام العربي والدولي خاصة وأن هناك اجماعا دوليا على إدانة الأعمال القمعية للقذافي ضدّ المتظاهرين. ورأت أن مثل هذا العمل العسكري الأطلسي سيعتبر انقاذا للشعب الليبي من الجرائم التي يتعرض لها. وأضافت أن بعض التعديلات الأخيرة التي أدخلت على بنود القانون الأساسي للحلف الأطلسي قد تسمح له بهذا النوع من التدخل. وعلق الأمين العام ل«الأطلسي» اندرس راسموسن على التصريحات بالقول إن الأطلسي لا ينوي حاليا التدخل في ليبيا وإن كل تحرك لا بدّ أن يستند الى قرار أممي. بدوره، ذكر موقع «سكاي نيوز» البريطاني أنّ هناك قوات بريطانية خاصة على أهبة الاستعداد تحسبا لأي قرار عسكري باجراء «عمليات انقاذ» في ليبيا. وأضاف الموقع أن هناك حوالي 170 من عمال شركات النفط البريطاني لايزالون في العاصمة الليبية طرابلس أعربوا لوزارة الخارجية البريطانية عن شعورهم بالخطر على حياتهم مشيرين الى أن مؤنهم الغذائية تم نهبها بالكامل. العقيد يحذّر من تدخل غربي ومؤامرة إسلامية ٭ طرابلس (وكالات): تحدث العقيد معمّر القذافي أمس عبر الهاتف إلى أهالي «مدينة الزاوية» مطالبا إياهم باعتقال العناصر التي قال إنها تثير الشغب. وقدم القذافي تعازيه بشأن القتلى الذين سقطوا من قوات الأمن في المواجهات من كل المناطق والقبائل في ليبيا، وتوجّه إلى سكان مدينة الزاوية بالقول: «أنا أعتزّ بالزاوية وفيها علماء وطنيون، لكن لا بد ان تكونوا منضبطين ولا يمكن ان تعيشوا مع هذه الظاهرة بإطلاق الرصاص». وجدد اتهامه لأبناء الشعب الليبي بأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة والحبوب المخدرة، معتبرا أن ليبيا تعاني من الحسد والعين ومحذّرا من تدخل غربي في بلاده. وقال مخاطبا أهالي الزاوية: «إذا أردتم العيش مع هذه الفوضى فأنتم أحرار، لكن هذه مسخرة، فهناك شبان تم إعطاؤهم حبوب هلوسة في حين قام آخرون بسرقة الملفات الجنائية، ونحن لسنا في مصر او تونس أبدا». وأضاف: «السلطة بيد الشعب ويمكنكم ان تغيروا السلطة في أي وقت وأن تحاكموا اي شخص، أما أنا فلدي فقط سلطة أدبية ولا صلاحيات لدي، وكان لدي سلطة تركتها منذ عام 1977». وأردف القذافي: «نظام الجماهيرية في يد الشعب، لكن بعض أبنائه جنّدهم أسامة بن لادن وأعطاهم الحبوب المهلوسة، وهو المجرم وعليكم ان تقبضوا عليه وأن تقدموه الى المحاكمة فهو المسؤول عن قتل أبنائكم، وعليكم أن تعتقلوا «عملاء القاعدة» في الزاوية». واستفسر قائلا: «أين هم الرجال في الزاوية من محامين وطلاب ومنظمات مجتمع مدني؟ إذا لم يكن هناك رجال في الزاوية لتخرج النساء والفتيات ليستعدن أبناءهن وإخوانهن من الشوارع». وتابع: «سكان الزاوية يقومون بعملية تنفيذ سطو مسلح، والعقلاء لا يقومون بمثل هذه الاعمال وما يحصل في الزاوية مهزلة». واعتبر القذافي أن «القاعدة» تريد إقامة إمارة إسلامية في ليبيا، وقال: «هي الإرهاب الدولي، ونحن معنا العالم كله لمواجهة هذا الإرهاب، وأقول لليبيين أخرجوا من بيوتكم للقبض على هؤلاء الجرذان الذين يحملون السلاح». وأضاف: «الإخوان المسلمين هم ضد القاعدة وهم لا يشتركون في الأعمال التخريبية»، وحذّر الأمريكيين في الوقت عينه من تدخل عسكري بحجة محاربة الإرهاب