لقفصة حوضها المنجمي قادر على أن يشغل من كل عائلة فردا بالحوض ذاته ولباجة حوضها المنجمي قادر على أن يشغل من كل عائلة نصفها وكلاهما يعتمد على الفسفاط. وكلامها عرضة للفساد وسوء التصرف في الادارة والاستغلال ولقفصة مناجمها من الفسفاط ولباجة مناجمها من الحبوب واللحوم والألبان والخضر والغلال ومن أول مرتكزاتها الفسفاط. عند هذا الحد أتوقف لأسأل: لماذا مناجم باجة «ما تنجمش» تتحرك وتفي بمخزونها من الزرع والضرع والتشغيل، يشقها وادي مجردة بوفرة وكثرة مياهه، ورغم أن الله جعل من الماء كل شيء حي فإن أهل حوض مجردة لا يعرفون مجردة الا متى جرفت أرضهم؟ 24 ألف هكتار من المناطق السقوية يستوطنها البعلي لأنه أرحم بالفلاح من مياه الري التي يفوق سعرها سعر المياه المعدنية صبّة حتى أكون صادقا. ولأن عدّادات الري بالشراكة تعمل بطريقة «الشنقة مع الجماعة خلاعة» أي إذا لم يكن زيد خالصا في استهلاكه يقطع الماء على الجميع ولأن الاصلاح الزراعي كان متبوعا بالفساد الاداري ولأن من كان يعارض الادارة يجد من يترقبه في «الدورة». ولأن من كان يتحدث عن غياب البحث العلمي «يصبح يبحث»، ولأن الارشاد الفلاحي مازال قاصرا ولم يبلغ سن الرشد، ولأن القرض هتك عرض الأرض ولم يبق في التراب ما يشبع قطعان الدواب، لذلك وغيره لم يجد الفلاح الا أن يزرع بعلي ويخطط بعلي ويفكر بعلي وينتج بعلي ويروّج بعلي، وهو أكثر ثقة في «الشوافة» وتنبؤاتها بالصابة والخير والمردود من ثقته في الخارطة الفلاحية وبرامج «البيروات» وهيكلة الأراضي الدولية والاصلاح الزراعي. أهل الحوض المنجمي بقفصة أدرى ب «فيران الداموس» أفراد العائلة الحاكمة في حوضهم وأهل الحوض المنجمي بباجة أدرى بجراد العائلة المالكة في أرضهم وأهل الحوضين يرفضون أن تكون «المطر في وزارتي الفلاحة والصناعة والزلق في قفصةوباجة» بكل إصرار وبكل فسفاط.