طالب مندوب ليبيا في الأممالمتحدة المستقيل عبد الرحمان شلقم بتحرك دولي لانقاذ ليبيا وشعبها في وقت أعلن عدد جديد من الديبلوماسيين وممثلي ليبيا في الخارج، اضافة الى مسؤولين وعسكريين في الداخل استقالاتهم وانضمامهم الى ثورة 17 فيفري ممّا يزيد من عزلة نظام معمّر القذافي داخليا وخارجيا. وقال شلقم إنّ القذافي أخرج الأطفال من دور الرعاية وألبس الجنود ملابس مدنية كي يهتفوا باسمه في الساحة الخضراء مستهزئا بالكلمة التي ألقاها القذافي واتهم فيها المحتجين بتعاطي حبوب الهلوسة. بلا أتباع وأضاف شلقم أن السلاح الذي يريد القذافي أن يوزعه على الشعب لن يكون ضد الشعب بل سينقلب على القذافي مؤكدا أنه لا يوجد أتباع للقذافي في ليبيا. وقال شلقم في كلمة مؤثرة أمام اجتماع لمجلس الأمن إنّ ما يحدث في ليبيا «أمر خطير». وأوضح أنّ مواطنين ليبيين خرجوا يوم 15 فيفري الجاري يطالبون بالافراج عن المحامي فتحي تربل الذي يتابع قضية ألفي سجين قُتلوا باطلاق الرصاص في سجن أبوسليم عام 1996، لكن قوات الأمن الليبية أطلقت النار على رؤوسهم وصدورهم. وأكد شلقم أن الليبيين تظاهروا بصورة سلمية وهم ينشدون الديمقراطية والتقدم لبلادهم، لكن القذافي وصفهم بأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة. وعلق ساخرا، إذا كان مئات آلاف المتظاهرين الذين تعجّ بهم مختلف مناطق ليبيا يتعاطون حبوب هلوسة فلن تكفيهم أطنان ولا حتى الجبل الأخضر والجبل الغربي من هذه الحبوب. وذكر أن القذافي هدّد بحرق ليبيا وأنه هو وأولاده يقولون لليبيين. إما أنّ نحكمكم أو نقتلكم». من جانبه حث أمين عام الأمم المتحدّة بان كي مون مجلس الأمن الدولي على التحرّك سريعا بشأن فرض عقوبات من الأممالمتحدة لارغام الزعماء الليبيين على إنهاء قمعهم العنيف للاحتجاجات وحذّر بان كي مون من أن الساعات والأيام القادمة ستكون حاسمة لليبيين. وبحث مجلس الأمن في مسودة قرار جاء فيها أن الهجمات على المدنيين الليبيين ربما تكون جرائم ضدّ الانسانية وتستدعي المحاكمة أمام محكمة لاهاي ودعا القرار الى فرض حظر أسلحة على ليبيا وحظر سفر مسؤولين كبار وتجميد أصولهم». براءة من القذافي وضمن آخر الانشقاقات تقدم بقية أعضاء مندوبية ليبيا الدائمة لدى الجامعة العربية باستقالة جماعية من مناصبهم احتجاجا على استخدام نظام القذافي العنف لاخماد ثورة الشعب الليبي. وقال 11 من الديبلوماسيين العاملين في البعثة الليبية لدى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان إنهم قرّروا الانحياز والانضمام الى ثورة المحتجين الذين يطالبون بتنحي القذافي عن السلطة. وكان مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية عبد المنعم الهوني الذي استقال قبل أيام أكد أن نهاية نظام القذافي ستكون خلال الأيام القليلة القادمة وأن ذلك سيكلف ليبيا والليبيين غاليا. وبدورهم أعلن أعضاء البعثة الليبية في جنيف تبرؤهم من النظام الليبي. كما أعلن السفيران الليبيان لدى فرنسا صلاح الدين زارم ولدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) عبد السلام القلالي استقالتهما وانضمامهما الى الحركة الشعبية المطالبة باسقاط النظام. وأصدر سفير ليبيا في طهران أمس بيانا دعا فيه القذافي الى التخلي عن السلطة.