طرابلس(ليبيا)ذكر شهود عيان بمدينة طرابلس أن مظاهرات خرجت اليوم بعد صلاة الجمعة في منطقة فشلوم ومنطقة سوق الجمعة ومنطقة تاجوراء، وقد كان المتظاهرون محاصرين بقوات من كتائب القذافي، وقد سمع دوي إطلاق رصاص في الفضاء أثناء التظاهر واستخدمت كتائب القذافي قنابل الغاز.وقال شاهد عيان إن الأمر العجيب هو وجود قنّاصة يتبعون قوات الأمن من الخلف، وكانوا على أهبة الاستعداد لإطلاق الرصاص الحي على رجال الأمن في حال اقترابهم من المتظاهرين، وذلك خوفاً من أن ينضم رجال الأمن إلى المتظاهرين. وأكد شاهد العيان أن القناصة كانوا من المرتزقة وذلك لخوف القذافي من استمرار انضمام رجال الأمن إلى المتظاهرين كما حدث في مناطق أخرى من البلاد. مواجهات في الزاوية من جهة أخرى هاجمت قوات الأمن المتظاهرين في مدينة الزاوية التي شهدت مظاهرات هي الأخرى بعد صلاة الجمعة، وقد أسفرت المواجهات عن سقوط ما يزيد على خمسين شهيداً وأكثر من 300 جريح. وقد أعلن نظام القذافي في وقت مبكر اليوم أن مدينة الزاوية وقعت في أيدي القوات المؤيدة له، بينما أكدت مصادر من الثوار أن هذه الأخبار غير صحيحة وأن الثوار يحكمون السيطرة على المدينة بشكل قوي، كما أكد الثوار أنهم ألقوا القبض على شخصيات من كتائب القذافي. يأتي هذا في سياق اتساع مساحة الاشتباكات بين الثوار وكتائب القذافي في مختلف أنحاء البلاد، حيث جاءت أنباء تؤكد أن الثوار في المنطقة الشرقية من البلاد اقتربوا من مدينة سرت، مسقط رأس القذافي ومعقل قبيلته القذاذفة. في غصون ذلك تمكن الثوار من السيطرة على مدينة راس لانوف ومطارها، وقد سقط عدد من القتلى، وتم طرد قوات كتائب القذافي. من ناحيتها قامت كتائب القذافي بمهاجمة وقصف مقاتلات في مدينة البريقة الخاضعة للثوار، وقامت كذلك بغارات جوية على مستودعات ومخازن للذخيرة قرب مدينة بنغازي. مذكرة الإنتربول على صعيد آخر أورد موقع الجزيرة نت أن الشرطة الدولية (الإنتربول) أصدرت مذكرة جلب دولية ضد القذافي وخمسة عشر شخصا آخر من المقربين له ومن أفراد عائلته، سميت المذكرة ب( الإخطار البرتقالي)، في محاولة لتحذير الدول الأعضاء من الخطر الذي تشكله حركة هؤلاء، ودعم تحقيقات الجنائية الدولية في جرائم ضد الإنسانية. ودعت المذكرة جميع الدول الأعضاء لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وفرض حظر على السفر ضد المواطنين الليبيين المطلوبين في المذكرة فضلا عن تجميد الأصول لستة منهم. وتشمل المذكرة معمر القذافي وثمانية من أبنائه وأبو بكر يونس جابر وعبدالله السنوسي وأبو زيد عمر دورده وعبد القادر محمد البغدادي وآخرين من معاونيه. وقال الإنتربول إنه أصدر الإخطار البرتقالي لتحذير الدول الأعضاء من الخطر الذي تشكله حركة هؤلاء الأفراد وممتلكاتهم. وأضاف في بيان أن هذه الخطوة تأتي أيضا لمساعدة المحكمة الجنائية الدولية على التحقيق في جرائم مزعومة ضد الإنسانية في ليبيا. وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو قرر الخميس فتح تحقيق في جرائم ضد الإنسانية في ليبيا، قال إنه سيشمل مسؤولين ليبيين كبارا على رأسهم معمر القذافي. نداء من شلقم من جهته وجه مندوب ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم عبر قناة الجزيرة نداء إلى القذافي دعاه فيه إلى التنحي فوراً عن السلطة، كما دعا الليبيين بمن فيهم المشاركون في الكتائب الأمنية التابعة للقذافي إلى الانضمام إلى الثورة والانضواء تحت راية المجلس الوطني باعتباره الممثل الشرعي للبلاد. وقال شلقم إنه لا يريد للقذافي أن يموت، بل يدعوه إلى الرحيل، مؤكدا أنه سيقدم له الدعم في موضوع المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف أنه يمكن للقذافي أن يرحل كما حدث مع الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، أو أن يسلم السلطة كما فعل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وأكد أن نظام القذافي فقد شرعيته ولا يتصل به أحد. وأعرب عن أمنيته في ألا يكون صحيحا ما يتردد عن أن نظام القذافي يتصل بدول معادية وأناس يسعون لجلب خبراء إسرائيليين لقمع الانتفاضة. وأشار شلقم إلى أن “هذه فرصتنا ولا تراجع” وأن نظام القذافي قد انتهى، وأكد أن 80% من عناصر الكتائب الأمنية هم من المرتزقة لأن الليبيين ينضمون إلى الثورة كلما اقتربوا من الثوار، “لذلك يقوم القذافي بسحب الأسلحة منهم”. وحذر شلقم المرتزقة والدول التي ترسلهم بأنهم سيواجهون محاكمات، مؤكدا أن أسماء المسؤولين والدول التي تتقاضى أموالا لقاء إرسالهم باتت معروفة. وأضاف مخاطبا الشعب “أنتم في حرب تحرير شاملة، وليست انتفاضة كما هو الحال في تونس ومصر”، وطمأنهم بأن المجتمع الدولي لن يسمح بعد الآن بمزيد من سفك الدماء بهذه الطريقة البشعة. وفيما يتعلق بالتحرك الدولي، أشار شلقم إلى أنه التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ودبلوماسيين غربيين وأكدوا له عدم السماح باستمرار هذه الأحداث. وتعليقا على تصريحات في أمريكا بشأن المخاوف من أن تكون ليبيا مثل الصومال، أكد شلقم أن بلاده ليست رواندا أو الصومال، وأن شيئا من ذلك لن يحدث فيها بأي حال من الأحوال