بدأ دعاة الحرب المتطرفون في الولاياتالمتحدة حملة يحثون فيها الحكومة الأمريكية وحكومات حلف شمال الأطلسي (الناتو) لبدء عملية عسكرية تستهدف «غزو ليبيا» بدعوى التخلص من نظام العقيد معمر القذافي ووضع حد لما سموها «الجرائم التي يرتكبها» فيما استأنف مجلس الأمن مناقشة مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على نظام حكم القذافي في ليبيا تتضمن فرض عقوبات تجارية ومالية، بما في ذلك تدابير هادفة مثل فرض حظر على السفر وتجميد الأصول المالية ومنع بيع أسلحة فتاكة إلى ليبيا، واحالة الاحداث التى جرت فى الايام الاخيرة في ليبيا الى المحكمة الجنائية الدولية بوصفها قد ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانية. كما يضاف إلى قائمة الأشخاص الذين يستهدفهم تجميد الأصول كلّ من المسؤولين الكبار في الحكومة الليبية وأولاد القذافي الآخرين والأشخاص الذين تعتبر الولاياتالمتحدة أنهم شاركوا في انتهاكات حقوق الإنسان بليبيا وعائلاتهم، وفرض عقوبات على المصرف المركزي الليبي. وتأتى هذه الخطوة فى إطار العقوبات التى فرضتها الولاياتالمتحدة على الحكومة الليبية، مشيرة إلى أن شرعية الزعيم الليبي معمر القذافي «تراجعت إلى الصفر». وقال اوباما «هذه العقوبات تستهدف حكومة القذافي في الوقت الذي تحمي فيه الأصول المملوكة للشعب الليبى»، مضيفا «بأي مقياس حكومة معمر القذافي خرقت المعايير الدولية والآداب العامة ولابد من محاسبتها». وبدأت فكرة التدخل ضد نظام القذافي وهو يتهاوى، تستهوي ما يسمى ب «حزب الحرب» في الولاياتالمتحدة الذي يسعى لإيجاد ذريعة للتدخل في المنطقة حيث بدأ هؤلاء بإطلاق التبريرات «الأخلاقية» في وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين بأن طرابلس ومدنا ليبية أخرى تحترق وأنه لا مناص من التدخل لإخماد الحريق. ودعت مجموعة من أبرز منظري «المحافظين الجدد» ذوي الميول الصهيونية الليكودية حلف شمال الأطلسي (ناتو) لإرسال قوات جوية وبحرية إلى ليبيا بأسرع وقت ممكن لوقف الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا. ووجهت هذه المجموعة التي تضم مسؤولين كبارا سابقين في حكومة الرئيس السابق جورج بوش الابن والتي تولت حشد الراي العام في التخطيط لغزو واحتلال العراق في عام 2003 وتضم نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق بول وولفوفيتز ونائب مستشار الأمن القومي السابق إليوت أبرامز، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية والعمل سموت كاربنتر وإريك أدلمان وإليوت كوهين وويليام كريستول، إلى جانب مجموعة من الباحثيين العاملين في معهد «أمريكان انرتبرايز» الذي يعد معقل المحافظين الجدد وجهت رسالة مفتوحة للرئيس الأمريكي باراك أوباما حذروا فيها من عدم التحرك في ليبيا لأن ذلك سيضع التزامات الأوروبيين والأمريكيين بحقوق الإنسان موضع شك. ودعا الموقعون على الرسالة التي وجهت لأوباما أول أمس، الناتو إلى وضع خطط لنشر قوة عسكرية جوية وبحرية في الأجواء الليبية والمياه الإقليمية وتجميد جميع الأصول والممتلكات التابعة لنظام القذافي. وقالت المجموعة في الرسالة التي نشرتها مجلة فورين بوليسي ان «الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين لديهم مصلحة أخلاقية في وقف العنف وإنهاء النظام الليبي المجرم». وأضافت «لا وقت للتأخير والتردد». وكان الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني قال يوم الجمعة إن الولاياتالمتحدة إلى جانب قرار تجميد أصول وأموال القذافي وابنائه ستتخذ خطوات عقابية أخرى فيما بعد وقال «إن الخطوات التي نتخذها في المستقبل القريب لن تكون الخطوات الوحيدة التي نعد لاتخاذها إذا كان هناك ضرورة لاتخاذ مزيد من الإجراءات».