السجن لمروّج مخدرات بالوسط المدرسي..وهذه التفاصيل..    علاش القهوة التونسية اطيّح 120 قهوة والمهرّبة اطّيّح 80 قهوة؟    31 ديسمبر 2025: انطلاق موسم تصدير البرتقال المالطي إلى فرنسا    كندية ترفض مليون دولار نقداً وتختار شهرية أسبوعية للأبد    عاجل/ منظمة الهجرة الدولية تحذر من تعرض النازحين في غزة للخطر وسط منع دخول إمدادات الطوارئ..    الألعاب الأفريقية للشباب – لواندا 2025: تونس ترفع رصيدها إلى 5 ميداليات برونزية    عاجل: نادي عربي يقدم عرضًا ضخمًا لمحمد صلاح    عاجل/ هذا الوزير يعلن عن بشرى سارة..    حملة صحية مجانية للتقصي المبكر لسرطان القولون بجهة باردو..    عاجل: قبل الدربي بيوم..لاعب الترجي يغيب عن المُقابلة والسبب ''عُقوبة''    كأس أمم إفريقيا "المغرب 2025": قائمة أفضل هدافي المسابقة عبر التاريخ    تأجيل محاكمة راشد الغنوشي وعدد من قيادات حركة النهضة    جمعت تبرعات لبناء جامع...تفكيك عصابة تدليس وتحيل وحجز أختام وبطاقات تعريف    كأس القارات للأندية: فلامنغو البرازيلي يواجه بيراميدز المصري في نصف النهائي    الرابطة الأولى: مستقبل المرسى يتربص بالمنستير.. و3 وديات في البرنامج    قابس: تركيز الشباك الموحد لتوفير مختلف الخدمات لفائدة حجيج الولاية    عاجل: هذه حقيقة الوضع الصحي للفنانة ''عبلة كامل''    قضية عبير موسي..هذه آخر المستجدات..#خبر_عاجل    عاجل: فتح باب التسجيل لطلبة تونس السنة الثالثة في الطب و هذا اخر يوم !    وزير الإقتصاد: حقّقنا نتائج إيجابية رغم الصعوبات والتقلّبات    مدير عام الديوانة: هذا ما قمنا به لتبسيط المعاملات للمواطنين والمؤسسات    حاجة في كوجينتك فيها 5 أضعاف الحديد الي يحتاجه بدنك.. تقوي دمك بسهولة    هجوم سيبراني يخترق ملفات ل "الداخلية الفرنسية"    عاجل: وفاة غامضة فنانة تركية مشهورة و ابنتها متهمة    عميد البياطرة: هاو علاش الكلاب السائبة منتشرة في الشوارع التونسية    بطولة الرابطة الثانية: تعيينات حكّام مباريات الجولة الثالثة عشرة    10 سنوات سجنا لشاب اعتدى على والدته المسنّة بقضيب حديدي    عشبة شهيرة تخفض ضغط الدم وتساعد على النوم..والحوامل يمتنعن..    مصطفى عبد الكبير: جريمة قتل الشابين في مدنين «عمليّة تصفية»    جدول مباريات اليوم الجمعة في كأس العرب ..التوقيت القنوات الناقلة    عاجل: دولة أوروبية تقرّ حظر الحجاب للفتيات دون 14 عامًا    القطاع يستعد لرمضان: إنتاج وفير وخطة لتخزين 20 مليون بيضة    ولاية واشنطن: فيضانات عارمة تتسبب في عمليات إجلاء جماعية    طقس اليوم: ضباب كثيف في الصباح والحرارة في استقرار    عاجل/ جريمة مدنين الشنيعة: مصطفى عبد الكبير يفجرها ويؤكد تصفية الشابين ويكشف..    زلزال بقوة 6.5 درجة قبالة شمال اليابان وتحذير من تسونامي    وفاة 7 فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي    إثر ضغط أمريكي.. إسرائيل توافق على تحمل مسؤولية إزالة الأنقاض في قطاع غزة    في اختتام المنتدى الاقتصادي التونسي الجزائري ..وزير التجارة يؤكد ضرورة إحداث نقلة نوعية ثنائية نحو السوق الإفريقية    رقمنة الخدمات الإدارية: نحو بلوغ نسبة 80 بالمائة في أفق سنة 2030    أيام قرطاج السينمائية: عندما تستعيد الأفلام «نجوميتها»    خطبة الجمعة.. أعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ستمكّن من إحداث 1729 موطن شغل: مشاريع استثمارية جديدة في تونس..#خبر_عاجل    في أولى جلسات ملتقى تونس للرواية العربية : تأصيل مفاهيمي لعلاقة الحلم بالرواية وتأكيد على أن النص المنتج بالذكاء الاصطناعي لا هوية له    تونس تسجل نموًا ملحوظًا في أعداد السياح الصينيين بنهاية نوفمبر 2025    عاجل: الصحة العالمية لا صلة بين اللقاحات والإصابة بهذا المرض    قبل الصلاة: المسح على الجوارب في البرد الشديد...كل التفاصيل لي يلزمك تعرفها    صدر بالمغرب وتضمن حضورا للشعراء التونسيين: "الانطلوجيا الدولية الكبرى لشعراء المحبة والسلام"    هيئة الصيادلة تدعو رئيسة الحكومة الى التدخّل العاجل    تونس تسجل "الكحل العربي" على قائمة اليونسكو للتراث العالمي    عاجل : عائلة عبد الحليم حافظ غاضبة و تدعو هؤلاء بالتدخل    بنزرت : تنفيذ حوالي 6500 زيارة تفقد وتحرير ما يزيد عن 860 مخالفة اقتصادية خلال 70 يوما    خولة سليماني تكشف حقيقة طلاقها من عادل الشاذلي بهذه الرسالة المؤثرة    بدأ العد التنازلي لرمضان: هذا موعد غرة شهر رجب فلكياً..#خبر_عاجل    الدورة الخامسة لمعرض الكتاب العلمي والرقمي يومي 27 و28 ديسمبر 2025 بمدينة العلوم    عاجل/ توقف حركة القطارات على هذا الخط..    عاجل: دولة عربية تعلن تقديم موعد صلاة الجمعة بداية من جانفي 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشهد الموسيقي في تونس: الراهن والمستقبل...
نشر في الشروق يوم 28 - 02 - 2011

يعيش القطاع الموسيقي على غرار بقية القطاعات الثقافية والاقتصادية والتجارية حالة من الفوضى والظواهر السلبية التي أثرت على المشهد الموسيقي وهمشته واختصرته في ظاهرة ترفيهية أكثر منه مشهدا ابداعيا وقطاعا منتجا ومهنة يمارسها وتعيش منها آلاف العائلات التونسية مثل سائر المهن الاخرى.
هذا الوضع يتمظهر في عديد الاشكال والمستويات بداية من نوعية الانتاج الغنائي وصولا الى مسالك التوزيع مرورا بمناهج وأساليب التعليم الموسيقي والتظاهرات الغنائية وشركات الانتاج والمنوعات الموسيقية والغنائية في التلفزات والاذاعات والهياكل الموسيقية ببلادنا كالفرقة الوطنية للموسيقى والمعهد الرشيدي والاوركستر السمفوني التونسي هذا فضلا عن هيكلة القطاع بما في ذلك اسناد بطاقات الاحتراف وحقوق التأليف التي تشرف عليها المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين وادارة الموسيقى بوزارة الثقافة.
كل هذه الهياكل وهذه المؤسسات تعيش إما حالة من التهميش او تجاوزات صارخة او روتين اداري مقيت يجعلها غير فاعلة وعاجزة عن القيام بدورها كما ينبغي.
المهرجانات
تعتبر المهرجانات التونسية اكثر الهياكل الثقافية ترويجا للمادة الموسيقية ببلادنا، لذلك اي حديث عن الوضع الموسيقي عندما يمر حتما وانطلاقا من هذه التظاهرات. هذه التظاهرات عاشت طيلة السنوات الماضية حالة من التهميش المقصود والفوضى الارادية وذلك خدمة لمصالح ضيقة للمشرفين عليها وأطراف خارجية على غرار جمعية فرحة شباب تونس لصاحبها حسام الطرابلسي، الذي كان الفاتق الناطق في هذه التظاهرات يمرر ما يريد ويحدد تواريخ عروضه في المهرجانات بتواطؤ كامل من الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الثقافة زد على هذا التدخل الخارجي فإن القرار الذي اتخذه وزير الثقافة الاسبق عبد الباقي الهرماسي بجعل مهرجانات الولايات الداخلية من مشمولات المندوبيات الثقافية واقتصار اشراف وزارة الثقافة على مهرجاني قرطاج والحمامات، فتح أبواب التجاوزات والفاوضى على مصراعيها.
وكلنا نعلم كيف يتم تعيين مديري هذه المهرجانات وما هي مقاييس البرمجة في هذه التظاهرات، المشرفون من التجمع الدستوري الديمقراطي، والبرمحة تتم حسب ما يدفع تحت الطاولة وفوقها وحسب مبدإ «هذا متاعنا» و«مزايا وبونتوات».
لجان وتصنيف
هذه التظاهرات وخاصة الكبرى منها تعيش مشاكل أخرى منها التكاليف الباهظة للفنانين العرب، فهؤلاء رغم أجورهم المشطة التي تنتفخ بفعل متعهدي الحفلات، فإنهم يطالبون بمرافقة فرقة موسيقية كاملة وهذا يترجم بتذاكر سفر وغرف فندقية التي تثقل كاهل ميزانية المهرجان.
هذه التظاهرة لا نجدها في دول أخرى التي تحدد عدد الموسيقيين المصاحبين للفنانين، فلماذا لا تتخذ سلطة الاشراف ذات القرار.
الحديث عن المهرجانات يطول والتغييرات التي يحتاجها كثيرة لعل أبرزها اعطاء الأولوية للفنان التونسي لكن ليس عشوائيا ولكن حسب مقاييس ابداعية تتحدد مع أطراف عديدة أولها نقابة الموسيقيين التي يجب ان تكون طرفا فاعلا في كل ما يهم القطاع الموسيقي.
وما دمنا تحدثنا عن هذه النقابة فإن تدخلها يجب ان يكون حاضرا في كل اللجان التي تشكلها وزارة الثقافة كلجنة اسناد بطاقة الاحتراف وذلك لوضع حد للتجاوزات التي تصبغ عمل هذه اللجنة، وكذلك لجنة اسناد الدعم الموسيقي، ايضا لجنة تصنيف الفنانين وهذه غير موجودة لكن لابد منها حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى لا يتساوى لطفي بوشناق مع سيف الطرابلسي وسنية مبارك مع حياة جبنون، فلكل موقعه ومنزلته.
المندوبيات الثقافية
بعيدا عن المهرجانات ولكن وبصلة وثيقة بها نجد المندوبيات الثقافية بالجهات هذه الهياكل التي تتحمل مسؤولية تهميش الثقافة والمثقفين بالجهات وحوّلت العمل الثقافي الى إما بوق دعاية للنظام السابق أو عملية تجارية تخضع لمبدإ الربح والخسارة. ولهذا وجب على وزارة الثقافة وعلى رأسها الوزير الحالي فتح تحقيق في عمل هذه المندوبيات وحساباتها، ثم اعادة مراجعة تصور هذه الهياكل وطريقة عملها.
المراجعة يجب ان تشمل ايضا ادارة الموسيقى التي ساهمت بقسط كبير في تهميش وضرب العديد من المبدعين الحقيقيين وقامت بتجاوزات كبيرة لابد من كشفها عن طريق تحقيق شفاف.
من ضمن الهياكل التي لابد من اعادة النظر في عملها نجد أيضا الفرقة الوطنية للموسيقى التي من المفروض انها تمثل الواجهة الابداعية الموسيقية لوزارة الثقافة، وهي التي لم تتجاوز مستوى اي فرقة موسيقية تعمل في مجال الحفلات العامة والخاصة مع الفارق طبعا في الميزانية التي تتمتع بها هذه الفرقة سنويا والتي لم نر لها انتاجا يذكر، بل نشاطها يقتصر على المهرجانات اي «عربون»...
في المقابل نجد الاوركستر السمفوني التونسي الذي يشكل علامة من العلامات المضيئة في المشهد الموسيقي التونسية، ويقوم بعمل جبّار ويقدّم عروضه بانتظام، ولكن لا يحظى بالدعم الضروري ولا يتمتع باهتمام وزراء الثقافة في العهد البائد.
فرقة المعهد الرشيدي التي شهدت في السنوات الاخيرة تراجعا ملحوظا وانحرفت عن مسارها الصحيح وخاصة مجال التكوين، هي بدورها بحاجة الى مراجعة جذرية خصوصا بعد انسحاب الكثير من أعضائها او اقصائهم.
إذن المراجعة المطلوبة في صلب القطاع الموسيقي شاملة ويجب ان تطال كل الهياكل والمؤسسات والاداريات المكلفة والمشرفة والمتدخلة في الشأن الموسيقي بالبلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.