بعد استقالته من رئاسة الحكومة أعلن محمد الغنوشي أنه كمواطن مع بعث مجلس تأسيسي.. هذا التصريح أشبه ما يكون باللغز طلاسمه في غاية التعقيد.. فهل أن مهام الغنوشي على رأس الحكومة تختلف مع مواقفه كمواطن؟ أوليس كلامه هذا يدل على أن أهداف الحكومة التي كان يرأسها وسياساتها تختلف كليا مع مطالب المواطنين لينزع عنها بالتالي كل شرعية؟ والسؤال الأخطر، هل أن حكومة الغنوشي تنفذ «أجندا» لحساب جهة تختلف مع تطلعات المواطنين؟ وإذا أضفنا إلى هذه الأسئلة الحائرة ما تحدث به الغنوشي عن وجود مؤامرة ضد الثورة نسألة ألم يكن حريّا بك تسمية الأشياء بمسمياتها وتحديد المتآمرين حتى تعلن انضمامك الرسمي للثورة؟ لأننا يا سيد الغنوشي إن بررنا صمتك على الفساد في عهد بن علي بخوفك من القمع، فإنه لا مبرر لك في هذا الظرف للصمت.. فالثورة لها شعب يحميها ويحمي من يساندها.. حتى وإن التحق بركبها متأخرا!! أخيرا سيدي أنت طالبت «الأغلبية الصامتة» بالتحدث.. فلم تأمرهم بما لا تفعل؟!