الخوف من عدم نجاح السنة الدراسية الحالية هاجس يراود الجميع نظرا للظروف التي مرت بها تونس خلال الأشهر الأخيرة. وبما أننا على أبواب امتحانات آخر السنة الدراسية الحالية وفي انتظار امتحان الباكالوريا فإنه لا بد من تشجيع الناشئة على المضي قدما نحو تحقيق النجاح المطلوب وتأمين الموسم الدراسي الحالي. ومحاولة ترسيخ الفكرة التالية في أذهان التلاميذ وهي أن الظروف الصعبة هي أيضا من أهم حوافز النجاح. والمربية خولة الشعباني من المربين الذين يرون في الظروف الصعبة أرضية مثلى ودافع قوي لتحقيق النجاح في الدراسة ولذلك رأت أن تقدم جملة من النصائح والتوجيهات للتلاميذ لتحفيزهم على النجاح والتألق في الدراسة خلال هذه السنة الدراسية . تقول المربية خولة الشعباني معلمة بالمدرسة الصادقية بتونس إن هذه السنة الدراسية تعتبر استثنائية بكل المقاييس وان هذا الموسم الدراسي قد استحوذ على اهتمامنا وأفكارنا ومشاعرنا لما تخللته من انقطاعات وتوقف للدروس رغما عنا وأغلقت خلاله بعض مؤسساتنا التربوية خوفا من مداهمة ومهاجمة أطياف جيوب الردة. ولذلك فإن فوبيا قضاء سنة دراسية بيضاء قد راودت الجميع وغدت كابوسا مفزعا لبعضهم ... الجميع عاشوا حالة من الشك والريبة والحيرة لا سيما تلاميذ السنوات النهائية للتعليم الثانوي الذين دقوا جرس الإنذار فقد أدرك الجميع في النهاية العواقب الوخيمة لسنة دراسية بيضاء الأمر ليس بالهين إطلاقا ولا يمكن أن نستوعب تفاصيله بأي شكل من الأشكال. لقد كان عاما دراسيا محفوفا بالهزات والكدمات والصدمات والأشواك لكنه كان ممتعا رغم كل شيء في لذة الانتصار بإصرار وعزيمة كل العاملين في الحقل التربوي الذين نزعوا نزاعا لا محدودا نحو العمل على إنجاح هذا الموسم الدراسي. ففتحت أبواب المعاهد والمدارس أيام الآحاد والأعياد لتدارك ما فات من الدروس فكان العطاء زاخرا وسخيا بحجم عطاء تونس من قبل كل المربين هنا وهناك في جل المستويات التعليمية . الجميع انصرف للمبادرة والجد والاجتهاد.. ورغم كل شيء مازال في انتظارنا الكثير وإنجاح هذا العام الدراسي هو تتويج لثورة الحرية والكرامة بل انه استحقاق وانتصار لكل التونسيين والتونسيات في الداخل والخارج . واجب الجميع وتقول المربية خولة الشعباني: نحن مدعوون جميعا لتحقيق هذا الانتصار ومسؤولين جميعا على إنجاحه وتأمين مختلف الامتحانات الوطنية التي تنتظرنا في قادم الأيام وهو مؤشر من مؤشرات إنجاح الثورة في بلادنا لا سيما ونحن على أبواب استحقاق انتخابي غرضه صياغة دستور جديد للبلاد . ولأنني معنية مثل غيري بإنجاح هذا الاستحقاق فإنه يتعين عليّ أن أسوق من موقعي كمدرسة بعض الملاحظات والهمسات في آذان أبنائنا التلاميذ الذين تعتقدون أن الظروف الاستثنائية التي شهدتها تونس على امتداد الأشهر الماضية يمكن أن تساهم بشكل أو بآخر في تراجع نتائجهم الدراسية وكأنّ التفوق والتألق في الدراسة مرتبط فقط برفاهة الظروف المحيطة بالتلاميذ . وإنما يمكن أن تكون المحن والأزمات وراء تحقيق النجاح والتميز وصنعه ولعل هذا ما علمتنا إياه مدرسة الحياة والتجارب. نعم يمكن أن نتفوق ونتألق في أحلك الظروف وأقساها وليس بالضرورة أن تصنع الظروف المريحة النتائج الحسنة. لقد قامت الثورة لتحقق لنا المزيد من النجاحات والانتصارات ولم تقم لتختلق الأعذار فنبرر مثلا تراجع نتائجنا الدراسية بسبب ما طرأ على بلادنا من مستجدات وأحداث لا تساعد على العمل والبذل أو أن نعزف عن الدروس وتلقي العلم بسبب ما حدث وما لم يحدث. على التلاميذ أن يعلموا أن هذه الظروف هي فرصة للتميز والإقبال على البحث والتحصيل العلمي وخاصة التأهب كما ينبغي أن يكون لما ينتظرهم من اختبارات وامتحانات. يجب أن تستعد كل الأطراف كما ينبغي أن يكون الاستعداد لكل طارئ وان نتصدّى بكل قوّة لكل قوى الشدّ إلى الوراء لنقبل على الامتحانات بكل حب وتفاؤل وأمل ورغبة شديدة في تحقيق التفوق والتألق وهي دعوة خاصة نوجهها إلى تلاميذ الباكالوريا الذين نعوّل عليهم في إدخال السعادة على قلوب التونسيين عامة . دور الأولياء ولأن للأولياء الدور الكبير في إنجاح الموسم الدراسي فإنني أرجو أن يطلع الأولياء على هذه الرسالة التي أوجهها إليهم الآن: من المؤسف جدا أن ينشغل بعض الأولياء في هذا الظرف الدقيق والحاسم عن متابعة ومراقبة تصرفات أبنائهم خارج المنزل وفي طريقهم إلى المعهد.. جميل أن نعلم صغارنا الذين يتحسسون طريقهم إلى الحياة والمستقبل كيفية الاعتماد على الذات والتعويل على النفس وخوض غمار الحياة باكرا ولكن هذا لا يعني أن نهملهم وإن نمنحهم الثقة المفرطة ونغضّ الطرف عن بعض التصرفات والسلوكات بدعوى أننا نستطيع التعويل عليهم ونساهم غير متعمدين وعن غير قصد في توريط أبنائنا في بعض الانزلاقات والانحرافات السلوكية ومخالطة أصحاب السوء بسبب الغياب التام للرقابة الأبوية والدور الحاسم الذي يجب أن تلعبه العائلة في هذا الظرف الدقيق . هنا يجب أن يتفطن الأولياء لما يقوم به الأبناء خارج المنزل حتى لا يكونوا أداة يستغلها بعض أصحاب النفوس المريضة لإثارة الشغب والعنف والفوضى نظرا لصغر سنهم فهم ما زالوا قصر وغير قادرين على التمييز بين الغث والسمين . ولأن الأمر لا يستهان به فنحن نرجو من الأولياء مراقبة أبنائهم خارج المنزل والانتباه إلى أمر موارده ومصادره المالية وأيضا عدم التغاضي عن النتائج السلبية في التحصيل الدراسي بسبب الظروف غير المناسبة لتحقيق النجاح .