تعمدت فتاة في العقد الثالث من عمرها في احدى جهات كندار من ولاية سوسة خنق وليدها وقتله ثم لفه بلفافة قماشية والتخلص منه في ضيعة فلاحية خشية الفضيحة إلا أن أمرها افتضح والقي عليها القبض. وكانت الفتاة التي تعمل باحدى الضيعات الفلاحية قد تعرفت على عامل بنفس ميدانها فربطت معه علاقة تطورت الى علاقة وجد وتبادل لقاءات حتى أثمرت جنينا. بعد ظهور أعراض الحمل اختار «الحبيب» الأسوأ فغاب عن الأنظار واختفى عن صديقته ليتركها تواجه مصيرها بمفردها. تحاملت الفتاة على نفسها وسعت قدر الامكان الى اخفاء الحمل إلا أن أهلها تفطنوا للأمر ومع ذلك وقفوا الى جانبها رغم اللوم والعقاب الخفيف. استطاعت الفتاة المشتبه بها في هذه القضية التواصل مع أهلها بحملها انتظارا لمولودها الجديد. الى أن داهمتها ساعة المخاض عندما كانت تعمل بالضيعة القريبة من مسكنها فاتجهت نحو محطة سيارات النقل الريفي لنقلها الى المستشفى وظلت تنتظر اطلالة سيارة تحمل لها الفرج إلا أن انتظارها طال وسارعها المخاص فتحاملت على نفسها ودخلت الضيعة واختارت شجرة وضعت تحت ظلالها وثمارها مولودها الجديد لكن صرخة الولادة للجنين لم تدم لأكثر من لحظات، اذ تعمدت قطع أنفاسه فخنقته حتى ارتخى بين أحضانها وأسلم الروح. تأملت فيه ثم بكته وواصلت قرارها الصعب اذ لفته بلفافة قماش ثم حفرت له حفرة ودفنته بها ثم غادرت المكان في اتجاه منزل والديها. وبوصولها الى المنزل تفطن لها أهلها خاصة وقد بدا عليها التعب والوهن وبانت بطنها دون جنين. سئلت عما فعلت فردت وصفا لما ارتكبت واعترفت بجريمتها. أخذها والدها وتوجه بها الى مركز الحرس باحدى جهات كندار من ولاية سوسة حيث أخبر بالأمر وتم ابلاغ ممثل النيابة العمومية بابتدائية سوسة الذي أذن بفتح محضر تحقيق كما تمت معاينة جثة الوليد واقرار عرضها على مخابر الطب الشرعي لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة فيما تواصلت التحقيقات مع الأم العزباء التي اعترفت بما اقترفته وسردت على المحققين قصة «حبها» ودوافع اقدامها على الجريمة وبعد أن تم التحرير عليها أودعت السجن ببطاقة ايداع صادرة عن النيابة العمومية في انتظار احالتها على احدى الدوائر الجنائية المختصة لمقاضاتها من أجل ما نسب إليها.