بعد ترحيل الف مواطن من اللاجئين المصريين من عائلات وشباب تتراوح اعمارهم بين 18 و50 سنة بواسطة السفينة الحربية مساء امس من ميناء جرجيس التجاري وبقاء ما لا يقل عن الفي مواطن يقيمون بمركز التكوين في الصيد البحري ودار الثقافة ودار الشباب وفضاء المعرض التجاري واقامات سياحية خاصة تمت برمجة مغادرة حوالي 500 لاجئ من جرجيس في رحلة جوية أمس الثلاثاء من بينهم 20 من كبار السن. بعض اللاجئين الفارين من جحيم النظام الليبي حل منذ يوم الخميس الماضي واقاموا بالمؤسسات الشبابية وكانوا ينتظرون ترحيلهم على متن السفينة المصرية إلا ان ذلك لم يتم باعتبار وحسب تصريحات السلطات الامنية من جيش وحرس وطنيين أن الأولويات للأطفال وكبار السن والنساء الحوامل وبعض المرضى الذين يقع ترحيلهم في اسرع ما يمكن إما جوا اوبحرا. وحول ظروف اقامتهم بجرجيس و كيفية استقبالهم من قبل الشعب التونسي صرح لنا السيد عبد الله محمود احمد من سهاد بمصر بأنه حل ورفاقه منذ يوم الخميس الماضي بمركز التكوين في الصيد البحري وتم استقبالهم من قبل مجلس الشعب المؤقت وفرع الهلال الأحمر التونسي ونقابة الاطباء والصيادلة وتم تمكينهم من ملابس وأغطية صوفية وهم حاليا يقيمون بمبيت المركز اين تتوفر كل ظروف الاقامة الجيدة. أما السيد اسلام حسن الشاوي من دمياط بمصر فأشار الى انهم وقبل حلولهم بالتراب التونسي تمت اهانتهم من قبل السلطات الليبية واعتدوا عليهم بالقذف العلني وافتكوا منهم ملابسهم واجهزة الهواتف الجوالة وحتى أموالهم متهمين اياهم بالخونة. وأكد محدثنا أنه بجرجيس يتم يوميا تمكينهم من وجبة الفطور المتكونة من الخبز والحليب والزبدة والكيك والقهوة ومن وجبة غداء متكاملة وتذوقوا تقريبا كل الاكلات التونسية كالكسكسي والمقرونة ومرق الجلبان والخضار وغيرها. أما أحمد فتحي من سهاد بمصر فأكد بأنهم قضوا ليلة كاملة بمعبر رأس جدير يوم الخميس الماضي وناموا في الحافلة التي اقلتهم الى جرجيس و مكنهم مجلس حماية الثورة ببن قردان من الأكل والمشروبات ومنذ حلولهم بجرجيس وجدوا استقبالا لم يكن متوقعا بعد تخويفهم من قبل السلطات الليبية بأن الشعب التونسي سيستقبلهم بالأسلحة البيضاء وسيقضي عليهم. أما سعيد رمضان عبد الهادي فأكد ل«الشروق» بأن كل الدعم سواء ببن قردان وجرجيس أتى من الأهالي ومن مجلس حماية الثورة ومجلس الشعب المؤقت بجرجيس ولم تمكنهم المنظمات الانسانية الدولية من شيء وانهم فوجئوا بسخاء وكرم أهالي جرجيس الذين مكنوهم الى جانب الاقامة المريحة في مختلف مستوياتها من الاتصال بعائلاتهم بمصر وفي كل وقت يتم تفقدهم ومتابعة حالتهم الصحية اذ تم توفير في كل فضاء يؤمهم نقطة اسعاف بها طبيب وممرضين وكمّ هائل من الأدوية هذا المواطن المصري اطلعنا على علم تونس المفدى يحمل امضاء 150 مواطنا بجرجيس وأكد على انه سيهديه الى ابنته آية اثر نجاحها في السنة الدراسية. هذا وأكد لنا الناطق الرسمي لمجلس الشعب المحلي ورئيس فرع الهلال الأحمر التونسي ورئيس لجنة تسيير أعمال قطاع الصيد الساحلي و السمك الازرق بانهم مرابضون بالفضاءات التي أعدت لاقامة المصريين ويراقبون حالتهم الصحية عن كثب ويقيم في الوقت الحالي 4 مواطنين مصريين بالمستشفى الجهوي بجرجيس حالتهم مستقرة وسيغادرون هذه المؤسسة نحو مصر جوا وتم الاحتفاظ بحالة في قسم الجراحة كما أكد كل من التقينا بهم بأن أهالي جرجيس يلبون كل طلباتهم محاولة للتخفيف من قلقهم اذ يشعرون مع طول فترة الاقامة بأنهم باتوا عبءا على الشعب التونسي وعلى أهالي جرجيس وان بعضهم دخل في إضراب جوع نظرا لطول فترة الاقامة بجرجيس وطالبوا السلطات المصرية بضرورة برمجة رحلات جوية وبحرية اضافية. وقبل مغادرتنا لفضاءات الاقامة زرنا نقاط الاسعاف التي توفرت بها كل الادوية وفريق طبي ومستلزماته وسيارة فرع الهلال الأحمر التونسي التي تتولى نقل المرضى الى المستشفى كما عاينا بكل الفضاءات وجود كميات هامة من المواد الغذائية الأساسية كالحليب وحفاظات الأطفال والسكر والقهوة والخبز والخضر والغلال والعجين والكسكسي والزيت والطماطم والتوابل والبسكويت وحتى العصائر. هذا فضلا عن الاغطية الصوفية والمفروشات ولاحظنا كذلك ان مبيت مركز التكوين مجهز بوسائل تدفئة وعاينا كذلك المطبخ أين وجدنا الأشقاء المصريين يعدون أكلة الغداء رفقة طباخين ومتطوعين من الشباب . هذا وأشار السيد عبدالسلام بوجناح أحد القادمين من رأس جدير إلى أن المنظمات الانسانية غائبة عن هذه المجهودات الشعبية التي اتت من مختلف ولايات الجمهورية فلا يكفي جلب مخيم يتسع لعشرة آلاف لاجئ وتساءل أين المفروشات والأغطية وأين الأدوية و الأكل وأين الهلال الأحمر الجزائري وأين منظمة اغاثة اللاجئين وأين الصليب الأحمر الدولي فالوضع فعلا ينبئ بحصول كارثة اجتماعية وحتى بيئية.