كان أمس الثلاثاء هو يوم السوق الأسبوعية في باجة وهو من أكبر الأسواق الأسبوعية في الوطن إن لم تكن أكبرها فعلا من حيث جحافل الوافدين عليها من المتسوّقين والباعة والتجار الذين يأتون من كل حدب وصوب للبيع والشراء والتزود. مزوّدو الاشاعات المغرضة أدلوا بدلوهم لترويج بضاعتهم التي سرعان ما تبيّن للناس أنها فاسدة ومغشوشة والغاية من ورائها سوى نشر الشك والاضطراب وحفز همّة الفوضى لدى الفوضويين، إذ تناقلت الألسن في هذه السوق أن والي باجة فرّ من باجة في ليلة السوق ذاتها، ورغم انتشار هذه الاشاعة انتشار النار في المحلات العمومية والخاصة فإنها لم تجد من يصدقها ولم تتأثر بها حركة السوق إطلاقا. وللتأكيد نجزم القول إن السيد بهاء الدين بكاري والي باجة لم يغادر مقر الولاية منذ توليه مهامه فيها وأن «الشروق» واكبت تحرّكه منذ ذلك الحين، وتابعته وهو يستقبل مئات المواطنين صباحا مساء، وتابعته وهو بين أكداس آلاف المطالب الشتى والمتنوعة والتي شملت كل مجالات الحياة، ولمست صدق الرجل في التعامل مع الناس والظرف. وقدرته الفائقة على تحمّل عبء المسؤولية الثقيلة في هذه الظروف القاصية والمضطربة،ولمست لديه أيضا تمسّكه بالشفافية والعدل المستمد من كونه رجلا من رجالات القضاء وهو مسكون بهاجس الحق وموازينه وبالوطنية ومستلزماتها. كما أن «الشروق» اكتشفت لدى الرجل حلولا جهوية صرفة وعاجلة وأنه تفطّن لوجود أموال هامة مخصّصة لبعض المشاريع التي لا تنفع الجهة في شيء، وأن هذه الأموال موضوعة على ذمة الجهة للغرض، وهو مصرّ على تحويلها الى ما ينفع الناس ويأتي على الكثير من الحاجيات الاجتماعية العاجلة وهو ينتظر عملية التحويل من الوزارات المعنية عاجلا. ومن المنتظر أن تنطلق اليوم الأربعاء حملة جهوية كبرى للبحوث الاجتماعية المعمقة بكافة معتمديات الولاية.