قد يمارس الآباء أساليب تربوية خاطئة وهم غافلون عن دورها السلبي والمؤثر في عملية التربية فتحل عزيزي المربي بالحكمة والصبر والرحمة لتتمكن من السيطرة وتوجيه السلوكيات الخاطئة لأبنائك. سعادتك لا تكتمل إلا بالتربية الصالحة لأبنائك. لا تدع الغضب يلغي دورك في حياة أبنائك. مسؤوليتك التربوية قد يفاجأ الأباء والأمهات بالسلوكيات الخاطئة لأبنائهم، فقد يتعجلون ويتخبطون لحل هذه السلوكيات ولكن دون احراز أي نتيجة ايجابية في حل المشكلات التربوية، فالتربية مسؤولية ولتحمل هذه المسؤولية يلزمنا الصبر والحكمة، وفي وقتنا هذا يشتكي كثير من الاباء والأمهات من عناء تربية أبنائهم وبعدم السيطرة على سلوكياتهم وإذا أردت عزيزي المربي عزيزتي المربية أن تكون تربيتك بلا عناء لا تنزل من قدر نفسك فكيف ذلك؟ وما الطريقة إلى هذه التربية؟ هذا ما ستقرأه معنا في هذا الموضوع. الكدح والعناء يقول الباحثون ان هناك فرقا كبيرا بين مصطلحين بحياتنا وهما الكدح والعناء فالعناء يعني الشقاء وأما الكدح فهو بداخلنا ولا نستطيع العيش دون كدح فقد قال اللّه تعالى: {ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار} ففي الآخرة سعادة لك، كما في الدنيا تماما، وما أريد قوله هو أن يكون كدحك لذيذا فكيف ذلك. من الكادح؟ مفهوم الانسان الكادح ينطبق على أناس تتميز بهم شروط هذا المفهوم، فالإنسان قد يكون كادحا ولكن إما كادحا سعيدا أو كادحا شقيا. المتخبطون في العمل: وهم الذين ضل سعيهم ويرجعون في مسائلهم إلى أهل الدنيا ولا يسألون أهل العلم والذكر والمعرفة، والذين وصفهم اللّه في آيته الكريمة: {الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} ويكون الكادح شقيا بتخطبه في عمله وبضلالة سعيه في الدنيا. هجران ذكر اللّه: فإن ذكر الإله للقلوب قوت ما ينتهي فإنها تموت. الصبر ضياء: وهو كتاب الحكمة المفتوح، فنحن نجد الكثير من الآباء والأمهات عندما يدرك أن لابنه وابنته علاقة مع رفاق السوء أو وقعوا في الأخطاء لا يجعلون لعلاج هذه المشاكل الصبر بل بالعجلة وإنما هي من الشيطان، فالكدح يحتاج إلى الصبر، ومن أراد شيئا فيلاقيه بالصبر حتى مقاومة الشهوات والرغبات وهذه تعتبر طاقة ولو لم تفرغ بالصبر فلن تستطيع أن تقاومها، فالرسول ص يقول في حديثه الشريف: «الصبر ضياء»، وقال اللّه تعالى في الآية الكريمة: {استعينوا بالصبر والصلاة} فالصبر ضياء والصلاة نور.