حين استلم سوار الذهب مقاليد السلطة في السودان عام 1985 بعد انقلاب عسكري على الرئيس جعفر النميري، ظهرت عشرات الاحزاب السياسية حتى أن مجموعة من الاطباء سارعوا وقتها الى تأسيس حزب أطلقوا عليه اسم حزب البهجة والسرور شعاره من لا يبتهج لا ينتج! وما يحدث الآن في تونس، بعد ثورة 14 جانفي، يكاد يكون هو نفسه ما حدث في السودان من حيث عدد الاحزاب التي تأسست حديثا منذ أن فتحت وزارة الداخلية والتنمية المحلية الباب لقبول مطالب الاحزاب السياسية. ويتساءل عديد المواطنين اليوم عن كيفية تأسيس حزب حتى أن مواطنا تقدم منذ أيام قليلة الى جريدة «الشروق» للسؤال عن كيفية تأسيس حزب سياسي وكانت نيته واضحة في تأسيس حزب. والسؤال: لماذا كل هذه الاحزاب، وما هو مستقبلها وهل لدى اصحابها مشاريع واضحة؟! ان ما نخشاه هو أن تكون أهداف أصحاب هذه الاحزاب هي تكرار سلوكات وممارسات أحزاب النظام السابق في الحصول على دعم الدولة. وامتيازات المسؤولية، أو كراء رخص الاحزاب التي حصلوا عليها في حال عدم التمتع بهذا الامتياز أو ذاك.