حكم جعفر نميري السودان من 1969 الى 1985 قالت مصادر في القصر الجمهوري بالخرطوم إن الرئيس السوداني الاسبق جعفر محمد نميري قد توفي. وينتظر ان تشيع جنازة الرئيس الاسبق غدا الاحد. وكان نميري، الذي توفي عن 79 عاما، يعاني من المرض في الاونة الاخيرة. وفيما يلي نبذة عن حياة الرئيس السوداني الراحل. ولد جعفر نميرى فى اسرة بسيطة عام 1930 فى حى ودنوباوى العتيق فى مدينة امدرمان. تخرج عام 1952 من الكلية الحربية في السودان، وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية من الولاياتالمتحدة الاميركية. وترقى في الجيش السوداني الى ان وصل الى قمة السلطة، ورأس حزب الاتحاد الاشتراكي الحاكم. لجأ سياسياً إلى مصر من عام 1985 إلى عام 2000 حيث عاد إلى السودان. وصل جعفر نميرى الى اعلى هرم السلطة فى السودان عبر انقلاب عسكرى مدعوم من الحزب الشيوعى السودانى فى 25 مايو/ايار عام 1969. وانهى انقلابه الحقبة السياسية التى تعرف باسم الديموقراطية الثانية فى السودان لتبدأ فترة حكمه التى عرفت بعهد مايو نسبة لشهر الانقلاب العسكرى. يختلف انصار نميري ومعارضوه فى وصفه، فمنهم من يرى انه سياسى محنك و مفجر الثورة التنموية فى البلاد و اخرون يعتبرونه مجرد دكتاتور اطاح بنظام حكم ديموقراطى شعبى. يقول بروفيسور على شمو وزير الاعلام فى حكومة نميرى إن ابرز انجازات النميرى تمثلت فى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التى تحققت فى فترة حكمه. هذا بالاضافة الى بسط السلام فى الجنوب لعقد من الزمان بعد توقيعه لاتفاقية السلام فى اديس ابابا عام 1971 مع متمردي جنوب السودان. ويضيف بروفيسور شمو بان الاستقرار الذى شهدته البلاد ادى الى احداث تحول كبير بالنسبة لقضية الجنوب، بالاضافة الى الانجازات التى تحققت على مستوى الحكم الذى تدرج الى ان وصلت السلطات الى الاقاليم و اصبح الحكم اقليمياً. لكن المحلل السياسى السودانى طلحة جبريل يرى ان هذه الانجازات لا يمكن قياسُها بما لحق بالسودان من ضرر بسبب فترة حكم النميرى. يقول جبريل إن السودان منذ دخول البريطانيين لم تعلن فيه المجاعة رسمياً الا فى عهد نميرى. واضاف بان نميرى هو الذى اوصل البلاد الى مرحلة الانهيار الكامل وان المديونية العالية التى تركها النميرى وراءه كانت سبباً من اسباب فشل الديموقراطية الثالثة التى جاءت بعد الانتفاضة الشعبية عام 1985. ويمضى طلحة جبريل قائلاً إن النميرى ترك السودان تنهشه الحرب الاهلية كما ان 92 فى المائة من خريجى الجامعات و الكفاءات هاجروا الى خارج السودان اثناء عهد النميرى. بدأ النميرى منذ مطلع السبعينيات فى بناء علاقات متميزة مع الولاياتالمتحدة وكان قد اكد عام 1971 على ان تلك العلاقات ستظل جيدة فى المستقبل. لكن العلاقات مع الولاياتالمتحدة و الدول الغربية بدأت فى الفتور مع اعلان النميرى فرض القوانين الاسلامية فى السودان ثم اعدامه للمفكر السودانى محمود محمد طه الذى اثار استنكاراً عالمياً واسعاً. وعلى الصعيد الداخلى ازداد الضيقُ الشعبى بنظام نميرى الى حد كبير.