قصفت المقاتلات الليبية أمس مطار بلدة «البريقة» وموقعا للمعارضة الليبية في «أجدابيا» شرق البلاد وسط أنباء عن حشد العقيد معمر القذافي لآلاف الجنود والمرتزقة للهجوم على بلدة «أجدابيا» في ظلّ مخاوف غربية من التجاء العقيد للسلاح الكيمياوي لسحق الثوار الذين طالبوا بتوجيه ضربات عسكرية للنظام الرسمي ولمواقع المرتزقة وفرض حصار جوي على كامل البلاد . وقال ضابط ليبي منشق إنه تمّ صدّ القوات الموالية للقذافي على حدود «البريقة» وانها تراجعت الى «بلدة رأس نوف» 600 كيلومتر الى الشرق من طرابلس. تكثيف وجود وكثف الثوار الليبيون من وجودهم العسكري مدجّجين بقاذفات صواريخ ومدافع دبابات وطائرات ودبابات عند بلدة «أجدابيا» عقب تواتر أنباء عن سعي القوات النظامية الى شنّ هجوم بري وجوي عليها. وقال الصحفي عبد المنعم الزنتاني من مدينة الزنتان إن القذافي يحشد آلاف من المرتزقة لمهاجمة المدينة وكافة المدن المحرّرة. وتشير الأخبار الواردة من ليبيا الى أن العقيد دخل في إطار الهجوم المضاد على الشرق ونقل المعركة الى الجزء الشرقي من البلاد. وأسفرت «مواجهات البريقة» عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 18 آخرين في المعارك التي وصفت بأنها مصادمات «كرّ وفرّ». وشدّد الأهالي على أن «معارك البريقة» أدّت الى مقتل 15 شخصا من مؤيدي «القذافي» بيد أن القوات النظامية سحبت جثثهم. وأضافوا أنهم عثروا على أوراق هوية نيجيرية في سترة أحد القتلى. توجّس من الكيمياوي وفي ذات السياق، أبدت جهات أمريكية توجّسها من إمكانية استخدام قوات القذافي للأسلحة الكيمياوية ضد الثوار. وقالت هيئات رقابية دولية مؤخرا ان طرابلس تحتفظ بكمية 9.5 طن من غاز الخردل القاتل ولكنها تفتقر الى أنظمة الاطلاق. وأفاد مراقبون دوليون أن «المواد الكيمياوية مخزنة على مسافة بعيدة من العاصمة طرابلس (600 كيلومتر جنوبا). بيد أن بعض المسؤولين الأمريكيين يعتبرون أن سيطرة الحكومة الليبية بشكل كامل على جميع المخزونات الكيمياوية أمر غير واضح تماما، مما يفتح المجال أمام فرضية استيلاء الثوار على هذه المخزونات الخطيرة. الزحف الحتمي من جهته، أعلن المجلس الوطني الليبي الانتقالي أن الزحف على طرابلس أمر حتمي. وأشار عبد الحفيظ غوقة الناطق الرسمي باسم المجلس إنه لا يوجد أي اتصال بين المجلس والنظام في طرابلس مضيفا أنه لا يريد أيّ تدخل عسكري أجنبي في البلاد. وأوضح أن هذا الموقف لا يتعارض مع تأييد المجلس لتوجيه ضربة جوية للقذافي لإسقاطه، واتهم دولا عربية وإفريقية بإرسال مرتزقة الى ليبيا لإجهاض الثورة معتبرا أن على المنظمات الاقليمية التي تنتمي إليها هذه الدول (النيجر مالي كينيا الجزائر) التدخل فورا لمنع استمرار المجزرة. في وقت لاحق اكد المجلس الانتقالي رفضه اجراء مفاوضات مع العقيد معمر القذافي الا على طريقة مغادرته البلاد . وآضاف انه يحتاج لضربات جوية ضد النظام الليبي ومواقع المرتزقة ويطالب بحظر جوي . بدوره، قال إبراهيم الدباشي نائب السفير الليبي لدى الأممالمتحدة ان المنظمة الأممية قد تؤيد فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا إذا تقدم المجلس الانتقالي بهذا المطلب. وأضاف الدباشي ان المنظمة الأممية ستصل الى قناعة بوجاهة هذا المطلب إذا تقدّم المجلس بهذه الدعوة، مشيرا الى أن تأجيل هذه الخطوة معناه المساعدة في سفك المزيد من دماء الليبيين. وفي نفس الاطار، قال الناطق باسم الرابطة الليبية لحقوق الانسان ان عدد الضحايا في كافة أنحاء البلاد 6 آلاف قتيل بينهم 3 آلاف في طرابلس وألفان في بنغازي وألف في مدن أخرى مثل «الزاوية». واتهمت الرابطة تشاد بلعب دور في عمليات المرتزقة الأجانب مقدرا عددهم ب6 آلاف مرتزق يقودهم جنرالان تشاديان. من جهته قال البنتاغون: «إن لديه دليلا قويا على استعمال النظام الليبي لسلاح الجو ضد المتظاهرين». بدوره قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إن العقيد معمر القذافي فقد شرعيته وعليه الرحيل .