إني المسمى الهادي بن وصيف بن محمود الهميسي صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 2502586 كنت أشتغل بفرنسا طيلة عشر سنوات عدت بعدها الى أرض الوطن بصورة نهائية أملا في بعث مشروع يريحني عناء الغربة متمثلا في مخبزة بمنطقتي الريفية النائية عن طريق اقتراض بنكي ثم اضطر الى تزويدها بالكهرباء القوي على كاهلي الخاص الذي كلفني 17 ألف دينار وهو ما زاد في ارهاق ميزانيتي. لما تبين لي عدم جدوى هذا العمل الغير مربح تماما لكون المخبزة كائنة بمنطقة ريفية نائية توقفت عن هذا النشاط لمدة ثلاث سنوات ليقع تشجيعي من طرف زملاء الغربة على بعث مشروع مستودع تبريد كنت أنوي من خلاله تشغيل عدد هام من اليد العاملة وأساهم في دفع التنمية بالجهة والتقليص من البطالة، فسارعت الى امضاء كمبيالة مع مزود مواد البناء وقدرها عشرة آلاف دينار لبناء المستودع مع العلم أنه يقاضيني الآن لعجزي عن تسديد القرض. في الاثناء سارعت بتقديم دراسة لوكالة النهوض بالصناعة فكللت بالموافقة وحرصت على الحصول على الدعم من رفاق الغربة عبر تمكيني من مبالغ محترمة. ثم قمت بفتح الباتندة أي تسجيل الشركة بالقباضة المالية بطبرقة تحت رقم 224114B مع العلم أن رأس مال الشركة ليس إلا حبرا على ورق وقانون المؤسسات قبل 2001 لا يلزم توفر رأس مال الشركة محين عند فتحها إذ يكفي ذكره بالقانون الاساسي للشركة ليقع تسجيلها. لقد كنت بصدد التنسيق مع زملاء الغربة للحصول على الأموال اللازمة لتمويل مشروع الحلم لتفاجئني المصالح الجبائية بطبرقة بعقلة على مورد رزقي المتمثل في معلوم كراء مخبزة لأني مطالب بدفع مبلغ يناهز 70 ألف دينار أي قرابة 60٪ من قيمة أسهمي لكوني لم أعترض على قرار توظيف الاجباري عدد 147/2004 الذي لم أتسلمه قط. هذا الاجراء دفع أصدقائي الى سحب مشاركتهم في اتمام المشروع خوفا من الابتزاز من طرف المصالح الجبائية وخوفا من أن تتعرض أموالهم الى الحجز كما حصل لي حيث أن المشروع لم ير النور ومازال حبرا على ورق ووقع تسليط عليه 70 ألف دينار فماذا لو دخل في العمل؟ أليس هذا ظلما؟ سيدي الكريم لقد أخطأت التقدير عند رفضي الخضوع للابتزاز للحصول على محضر التبليغ لقرار التوظيف الاجباري وتفوتني كل الآجال القانونية للاعتراض وأفاجئ مباشرة بعقلة على مورد رزقي الوحيد المتمثل في معلوم كراء مخبزة. ولعاقل أن يتسائل هل من المعقول أن لا أعترض على هذه المظلمة لو وقع تسليمي محضر التبليغ وخاصة أن تصريحي بقيمة أسهمي ليست الا حبرا على ورق وأنا انسان جاهل وثقافتي محدودة ولم يكن يخطر ببالي أنه يسلط عقاب. ألتمس من سيادتكم التدخل بصفة انسانية لرفع الظلم الذي سلط علي وأعلموا أن الشركة لا أساس لها من الوجود على أرض الواقع وهو ما كان في تقرير الادارة الجهوية للجباية بجندوبة على إثر المعاينة الميدانية. هذا المشروع الذي وظّف عليه سبعين ألف دينار فمن أين لهذه: «الحيطان الحمراء التي لا تزال ياجور» في توفير سبعين ألف دينار إنه لأمر محير سيدي ألتمس لفتة انسانية لانهاء هذا الكابوس فالموت أرحم من هذا الظلم وأنا أرى أبنائي يفتقرون الى أبسط مرافق الحياة الاساسية والقباضة إستولت على مخبزتي مورد رزقي الوحيد وخاصة أن أبنائي متخرجون من التعليم العالي وهم يعانون البطالة والتهميش. الهادي بن وصيف الهميسي منطقة الدفلة طبرقة