أكد الدكتور المنصف المرزوقي في حوار خاطف معه أثناء اللقاء الذي جمعه أمس السبت برواد مؤسسة التميمي أنه لايزال الى حد الآن ممنوعا من الظهور في التلفزة الوطنية مشيرا في تفسيره لهذا الموقف الى من اعتبرهم أعداء الثورة الذين يعملون على إجهاض ما تحقق من خطوات على درب القطع مع ممارسات العهد البائد. وكان الدكتور المنصف المرزوقي تعرض في اللقاء المذكور للعديد من الإشكاليات والقضايا الجوهرية مثل مواصفات النظام السياسي المرتقب،وطبيعة الدولة الجديدة القي يبشربها، وموقفه من الوضع الراهن لقطاع الإعلام وكيفية إعادة الثقة الى الشعب اضافة الى علاقته بالقومين واليساريين والاسلاميين عموما. فصل السلطات وقال الدكتور المنصف المرزوقي إن النظام السياسي الجديد يجب أن يعتمد بالأساس على الفصل بين السلطات بشكل كامل لارجعة فيه وتجزئة السلطة التنفيذية بحيث تتحول تونس الى نظام مزدوج (برلماني ورئاسي) مع الحرص على إلغاء ما يسمى بالحصانة لرئيس الجمهورية الى جانب توفير جملة من الضمانات الأخرى للقطع نهائيا مع النظام الرئاسوي والاتعاظ من أخطاء الماضي مشددا على أن موقفه هذا يرتكز على رؤية خاصة وتحليل لتجارب الأنظمة السياسية عبر العالم، فالنظام الرئاسي برأيه لا يعني بالضرورة الدكتاتورية(أمريكا مثلا) كما أن النظام البرلماني لا يؤدي آليا الى الديمقراطية(انظر تجربة أدولف هتلر الذي تحول الى دكتاتور في نظام برلماني) وأكد المتحدث أن المطلوب الآن هو نظام ديمقراطي مستقر وفعال في آن واحد. لا للإستبداد لكن ماذا عن رأيه في تجربة اليساريين والقوميين والاسلاميين ببلادنا? الدكتور المنصف المرزوقي كان صريحا كعادته وهو يتحدث عن هذه النقطة التي أثارت الكثير من النقاشات أثناء الندوة مؤكدا في هذا السياق أنه يفهم اليسار نظرا لكونه طبيبا له علاقات واسعة مع عموم الشعب ولاسيما الفقراء فضلا عن تجربته الثرية في مجال الطب الوقائي أما عن القوميين فقد أشار صاحبنا الى أنه كان من أوائل المتعلقين بفكرة الوحدة المغاربية منها والعربية والتي بقيت معطلة بسبب الأنظمة الدكتاتورية ولن تتحقق هذه الوحدة إلا بانهيار هذه الأنظمة وإرساء أنظمة ديمقراطية لكن في المقابل يرى الدكتور المنصف المرزوقي أن القوميين أخطأوا وعندما قرنوا بين القومية والإستبداد. وفي ما يتعلق بالإسلاميين أشار الأستاذ المرزوقي الى أنه لم يكن لديه يوما مشكلة مع الإسلاميين لكن هذا لا ينفي وجود اختلافات في وجهات النظر ويقول في هذا الصدد :«أنا مرجعيتي علمانية ولا أريد أن يستبد أي كان باسم الدين ويجب حماية الدين من استبداد الدولة وحماية الدولة من المتحدثين باسم الدين والآن من الواجب التركيز على الدولة الملكية التي تحمي الجميع (من له عقيدة ومن ليس له عقيدة) وتدافع عن حقوق المرأة وتحترم المواطن مهما كان فكره ومعتقده وتوجهاته السياسية. آراء ومقترحات كما طرح الدكتور المنصف المرزوقي في رده على تساؤلات الحاضرين عدة آراء وأفكار مهمة منها حتمية إعطاء الأولوية للغة العربية التي شدد على أنها لغة العلم وذلك على عكس ما يروج له الكثيرون داعيا الى تعريب العلوم وقد ألف شخصيا كتابا عن الطب بلغة الضاد واقترح الدكتور المنصف المرزوقي فكرة أخرى أثارت العديد من التعليقات تتمثل في نقل العاصمة من تونس الى القيروان مؤكدا بوضوح أنها مجرد فكرة يمكن التحاور حولها ومناقشة أبعادها وأهدافها بكل أريحية وشفافية. وفي تعقيبه على التطورات والأحداث الأخيرة والمشهد السياسي الراهن أشار الدكتور المنصف المرزوقي الى مسألتين هما وجوب العمل على تطهير قطاعي الإعلام والأمن واسترجاع الطمأنينة واعادة الثقة الى الشعب حتى يعود الاستقرار الى البلاد وقال في هذا الباب بالذات:«من جهتي سأكون في منتهى الصرامة للدفاع على أهداف الثورة لكنني أيضا مستعد لمنتهى المرونة عند التنفيذ وفتح أبواب الحوار أمام الجميع من أجل مرحلة جديدة بناءة ومثمرة ويريى الدكتور المنصف المرزوقي من جهة ثانية أن كلمة الباجي قائد السبسي الأخيرة كانت إيجابية وتستجيب لأهم مطالب الشعب وخاصة انتخاب مجلس تأسيسي يؤسس لتونس جديدة ديمقراطية ومستقرة.