تتواصل الرحلات الجوية لترحيل اللاجئين المتوافدين على مطار جربة. إذ مازال المطار يستقبل يوميا الآلاف من القادمين من نقطة العبور الحدودية برأس جدير من منطقة بنقردان. لكن ومقارنة بالأيام القليلة الماضية تقلصت ظاهرة الاكتظاظ والازدحام التي شهدها المطار ويرجع ذلك الى تنظيم عملية إيواء الوافدين من اللاجئين بتوزيعهم حسب جنسياتهم على أماكن خصصت لهم ببهو المطار في انتظار مواعيد رحلاتهم. كما تمّ تركيز خيام خارج المطار ويشارك في عملية التنظيم العديد من المتطوعين الذين جاؤوا من داخل جزيرة جربة وخارجها لمساعدة كل العاملين بمطار جربة من موظفين وأعوان الديوانة وأعوان الأمن اضافة الى تواجد العديد من الممثلين عن الكشافة التونسية وعن مجلس حماية الثورة بجربة. ولقد بلغ عدداللاجئين القادمين من ليبيا والذين غادروا التراب التونسي انطلاقا من مطار جربة الدولي ما يزيد على ال70 ألفا وذلك من يوم 24 فيفري الى حدود يوم الأحد 6 فيفري 2011، ويمثل المصريون أغلبية هؤلاء المغادرين انطلاقا من مطار جربة وذلك بعدد يفوق ال45 ألفا. وقد سجلت الأيام الثلاثة الأخيرة تراجعا في عدد الرحلات الجوية المتجهة الى مصر إذ لم يتجاوز عدد الرحلات العشرين رحلة يوميا بعد أن كان يصل الى أكثر من أربعين رحلة يوميا خلال العديد من أيام الأسبوع الفارط. ويعود هذا التراجع في عدد الرحلات الجوية الموجهة الى مصر الى التراجع الهام في عدد المصريين القادمين من ليبيا. وفي المقابل سجل المطار توافد العديد من الآسياويين والأفارقة من جنسيات مختلفة من فيليبنيين وفيتناميين وماليين وغانيين وسوادنيين وسينغاليين ونيجيريين وخاصة البنغال القادمين بأعداد كبيرة والذين يعيشون صعوبات نظرا الى غياب من يمثلهم وينسق عودتهم من جانب دولتهم. مدّ تضامني متواصل المدّ التضامني لم ينقطع عن مطار جربة الدولي، إذ توفرت كل المساعدات الغذائية والصحية وتجند المئات من المتطوعين لتقديم المساندة. وتتوافد يوميا على المطار قوافل الخير. فكانت الوقفة الانسانية من الجميع وحسب ما أكد السيد لسعد عبيد القائد بالكشافة فإن عدد المتطوعين يزداد من يوم الى آخر ووصل عدد المتطوعين الى أكثر من 300. وتتواصل حملات التنظيف بالمطار خاصة أن العديد من اللاجئين ينامون ويتناولون أكلاتهم ببهو المطار وهو ما يتطلب المزيد من حملات التنظيف. وأعرب كل اللاجئين المتواجدين بمطار جربة عن شكرهم الجزيل لما وجدوه ومازالوا يجدونه من مساندة ودعم وكرم وحسن استقبال من قبل كل التونسيين. وتحدثوا عن وجود كل الظروف الطيبة منذ دخولهم التراب التونسي. هذا الاعتراف بجميل التونسيين جاء على لسان كل الجنسيات من مصريين وصينيين وماليين والعديد من الجنسيات الآسيوية والافريقية الأخرى. وكل هؤلاء اللاجئين ينتظرون مواعيد رحلاتهم. والعديد من السودانيين طالبوا التدخل من حكومتهم من أجل توفير المزيد من الطائرات للزيادة في عدد الرحلات المتجهة نحو الخرطوم.