«تي دي أ»، «ماسكوت» وغيرهما مجموعات موسيقية تونسية صاعدة تختزل تجربة جيل جديد من الفنانين، والمطربين الشبان الذين ولجوا الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة معلنين ميلاد «راب» تونسي أصيل. هم مختلفون عن غيرهم من الفنانين المتواجدين على الساحة العربية منذ فترة، فقد اختاروا طريقا سمته الأولى التجريب والمحاولة، وهدفه نشر نوعيات جديدة من الموسيقى والكلمات، والمفردات ذات المنحى الغربي بالأساس، لكنها لا تقطع مع التربة التونسية خاصة في مستوى طرح القضايا اليومية مثل البطالة، والادمان، والهجرة والمشاكل الوجودية، والفشل الاجتماعي. **طروحات عصرية ويفتخر أصحاب هذه التجارب بأنهم تخلصوا تماما من الموروث الموسيقى المبني على قضايا الحب، والهيام، والعشق، منذ ا بن أبي الربيعة الى نزار قباني وأمثاله، ففي الأشرطة الموسيقية التي طرحوها في الأسواق مؤخرا اهتمّ نجوم الراب التونسي من «ديدجي دانجر» الى «ماسكوت» بما يختلج في نفوس الشاب من مشاعر، وأحاسيس اجتماعية، وسياسية، وإنسانية، كما أن موسيقاهم ذات إيقاع سريع يعبر عن طبيعة العصر الذي نعيش فيه. ويستمدّ نجوم «الراب» التونسي قوتهم من ثراء تجربة نجوم الراب في الغرب مثل «ايمنيم» وروتته كبيلي كراوفورد و»سالي سيفيل» و»لورنا» و»ديدجي غيداون»، و»نيل». وينفي هؤلاء عن أنفسهم صفة الفنانين الهامشيين الذين يغنون بغير هدى ويساهمون من حيث لا يدرون في تدني مستوى الذوق العام، ويستدلّ بعضهم على نجاح تجربتهم بالاقبال المنقطع النظير الذي تشهده حفلاتهم خاصة تلك التي أقيمت بمناسبة مهرجانات «تونيزيانا فير» للرياضات القصوى بالحمامات، وسوسة، وسيدي بوسعيد. **وضع جديد ولا يستبعد هولاء أن تنتشر موسيقاهم أكثر ولدى جميع الشرائح العمرية، والفئات الاجتماعية بعد تأزم العلاقة بين المواطن العربي وموسيقاه مع سيطرة العراء، والإثارة على حساب الإلتصاق بمشاغل الانسان الحياتية. ويؤكد عدد من الشبان الذين يسرعون الى متابعة كل الحفلات دون استثناء أن موسيقى «الراب» التونسية، ورغم حداثة عهدها بدأت تشقّ طريقها نحو النجومية، والانتشار في صفوف الشبان لعدة أسباب أهمها صدق المشاعر، وتنوع منابع الإلهام، وجدية القضايا المطروحة والتي تختلف تماما عما عهدناه في الموسيقى العربية الحديثة.