دعا وزراء الخارجية العرب أمس عقب اجتماعهم الطارئ في القاهرة مجلس الأمن الدولي لفرض حظر جوي على ليبيا من أجل حماية الشعب الليبي. كما قرر الوزراء العرب فتح قنوات اتصال مع الثوار الليبيين ومد يد المساعدة اليهم ولكن من دون الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي. وكان جدول اعمال الاجتماع العربي الطارئ يتكون من نقطتين فقط الأولى دعوة لفرض حظر جوي على ليبيا والثانية تتعلق بالاعتراف بالمعارضة الليبية وتحديدا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يرأسه مصطفى عبد الجليل. وحذرت دمشق من تمهيد هذا القرار القاضي بفرض حصار جوي على ليبيا لتحرك عسكري أجنبي ضدها. وتأتي الدعوة العربية لفرض الحظر الجوي على ليبيا استجابة لنداءات وجهها الثوار الذين يؤكدون أن التفوق الجوي لكتائب القذافي يمنعهم من التقدم ويؤدي الى قتل وجرح العشرات منهم ومن المواطنين الليبيين. ولاحظ خبراء أن الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن الدولي قد يعقد في منتصف الأسبوع القادم وتحديدا بعد الاجتماع الذي يعقده الحلف الأطلسي بعد غد. وأكد الخبراء أن الوضع على الميدان قد يشهد وقتها تغيرا لصالح قوات القذافي كما ان المواقف الدولية غير منسجمة بهذا الشأن... وبخصوص الموقف العربي من الثوار الليبيين اكد الخبراء أنه لم يرق الى مستوى الموقف الفرنسي أي الى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب الليبي. تحرك عربي وفي افتتاح الاجتماع الطارئ للجامعة العربية أمس قال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله ان عدم تحرك العرب بشأن الازمة الليبية قد يؤدي الى اقتتال داخلي أو تدخل خارجي. وأضاف بن علوي قوله موضحا: ما لم تقم الجامعة العربية بمسؤوليتها (فقد يودي ذلك) الى اقتتال داخلي أو تدخل خارجي غير مطلوب وقد يكون غير مرغوب فيه... وقبل الاجتماع قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تصريحات صحفية انه يأمل أن تلعب الجامعة العربية دورا في اقامة منطقة للحظر الجوي في ليبيا. وأضاف موسى قوله في مقابلة تنشرها غدا مجلة «دير شبيغل» الألمانية ونشرت مقتطفات منها أمس «لا اعرف كيف ولا من سيفرض هذه المنطقة» موكلا مهمة الاجابة عن السؤال المزدوج الى الاجتماع العربي. وحول الطرف الذي سيتولى قيادة منظمة الحظر الجوي اعتبر موسى أن ذلك مرهون بقرار مجلس الأمن الدولي وأنه على الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقي والأوروبيين المشاركة». ولاحظ موسى أنه يتحدث «عن تحرك إنساني وأن المسألة تتعلق بمنطقة حظر جوّي بمساندة الشعب الليبي في نضاله من أجل الحرية وضد نظام يزداد غطرسة. جبهة رفض ومع بداية اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس نقل مراسل قناة «الجزيرة» عن مصادر مسؤولة قولها إن اليمن أكد معارضته لفكرة إقامة منطقة حظر جوي في ليبيا. وأكدت الجزائر بدورها رفضها استصدار الجامعة العربية قرارا بفرض حظر جوي على ليبيا. ولاحظ مصدر من وزارة الخارجية الجزائرية في تصريحات نقلتها صحيفة «الخبر» أن مسألة فرض حظر جوّي على ليبيا ليست من اختصاص أو صلاحيات المنظمات الاقليمية وإنما هي من صميم مهام واختصاص مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأممالمتحدة. وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي كشف الخميس الماضي أن بلاده تلقت طلبا ليبيا لقيادة مبادرة لدى مجلس الأمن الدولي لمراجعة العقوبات الدولية المفروضة على طرابلس موضحا أن الجزائر تفضل معالجة الموضوع داخل المجموعة العربية وليس من طرف دولة بمفردها. وقالت مصادر اعلامية ان مصادر ديبلوماسية عربية من دول المشرق العربي أبدت تحفظها على منح غطاء عربي للدول الغربية لفرض حظر جوي على الاجواء الليبية خشية ان تتحول ليبيا الى عراق آخر عبر خطوات تقودها الدول الغربية تنتهي بتدخل أجنبي. وأضافت المصادر قوله انه على العرب ان يفكروا في طرق أخرى يساعدون بها الشعب الليبي انسانيا بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية وهو ما تم التعبير عنه في اجتماع مجلس الجامعة الأخير برفض التدخل الاجنبي