في ظل التعددية السياسية واعتبارها مقوما من مقومات الديمقراطية، تزايد عدد الأحزاب في بلادنا بعد الثورة ليصل عددها إلى 31 حزبا معترفا به، الى جانب أكثر من 20 حزبا مازال ينتظر التأشيرة. «الشروق» سألت بعض المواطنين من مختلف الأعمار والمستويات حول آرائهم ومواقفهم من هذه الأحزاب. وفي هذا الاطار أكدت مروى الكافي (22 سنة) أنها لا تهتم بالسياسة وأنها تطن أن هناك 26 حزبا موجودا الآن. كما أضافت «أن الجميع يتحدث في الشارع وفي المقاهي وفي المعاهد».. عن الأحزاب الجديدة وأن كل يوم تُمنح تأشيرة الى حزب ما «لكننا لا نعرف برامج هذه الأحزاب وما إذا كانت تنوي الترشح الى الرئاسة». وفي السياق ذاته يقول عصام بن عبد المومن (عون أمن) إنه لا يملك أي فكرة عن الأحزاب الموجودة «قديمة كانت أو جديدة»، مؤكدا أنه لا يهتم بالسياسة «ومن الأفضل أن يضطلع المختصون في القانون بهذه الأحزاب ويراقبون أعمالها». أما درصاف وعمرها 26 سنة (طالبة) كان لها رأي مخالف، إذ أكدت أنها تعرف الأحزاب القديمة فقط وليس لديها فكرة عن الأحزاب الجديدة سوى أسمائها، لكن برأيها ما يجمعها هو «السعي وراء الكراسي»، وأن عدم وجود تغطية لبرامج هذه الأحزاب يجعل من الأحزاب القديمة «ربما أكثر شعبية من غيرها». لا نعرف سوى بعض الأسماء «الكثير من الأحزاب والقليل عنها»، تقول إيمان، (25 سنة باحثة عن عمل)، إن هذا هو السبب لعدم معرفة المواطنين الأحزاب الجديدة وحتى القديمة، فليس هناك برامج واضحة لها «فهي لم تقدم شيئا»، مؤكدة أن هذه الكثرة بقدر ما تعكس تعددية الفكر والرأي إلا أنها تزيد من التشويش والارتباك فهي لم تقدم «خططا واضحة» مضيفة أن من يدّعي معرفتها لا يعرف سوى الاسم فقط!!». وعن مدى فاعلية هذه الأحزاب «الكثيرة»، أكد نبيل، (48 سنة) أن الأحزاب القديمة «والتي نعرفها أكثر» كانت «تتظاهر بالمعارضة»، على حدّ قوله، وهو يرى أيضا أنها ليست فعالة في الحياة السياسية مثلما يرجو المواطن «الكثرة وقلّة البركة». وقد أضاف أن بعض هذه الأحزاب «لها دوافع شخصية» والكل يحاول الركوب على الثورة «ما ألاحظه أن الجميع يسعى وراء الكراسي والمناصب على حساب العمل من أجل المواطن من خلال برامج واضحة». نريد أن نعرف أكثر عنها وفي اطار رغبة المواطن في معرفة المزيد عن هذه الأحزاب لاسيما الجديدة، أشار السيد أحمد العجلاني (55 سنة متقاعد) إلى ضرورة أن يكون التعريف بهذه الأحزاب أكثر انتشارا «خاصة في الأرياف». وقد أكد السيد أحمد أن «الجميع» على حدّ تعبيره يحاول الاتكاء على قاعدة الاتحاد العام التونسي للشغل وكسبها إلى صفه وقد «لاحظت شخصيا أن البعض حاول أن يظهر صورته من خلال المناداة بحل «التجمّع»، بينما كان حريا به أن يظهر برامج حزبه واضحة كي يكسب هذه «القاعدة الشعبية». كما أضاف أنه يجب على هذه الأحزاب أن تعرف ببرامجها وأهدافها وأن تحاول التواصل مع الناس كي تثبت وجودها «فلم يزل إلا القليل (بعض الأشهر) يفصلنا الانتخابات ونحن لا نعلم شيئا عنها والحال أن الشعب لديه الحق أن يعرف أكثر عنها (الأحزاب) وعمّن سيمثله لاحقا. الحزب القديم له شعبية أكثر وفي هذا الاطار عبر السيد أحمد العجلاني عن أمله في أن يساهم من سيترشح الى الانتخابات في النهوض بأهداف الثورة وأن يكون في حسن ظن الشعب «لا أن يتسلق الأحداث». مضيفا أن للأحزاب القديمة قاعدة شعبية «متواضعة» إن لم نقل «ضئيلة»، بينما الجديدة مازالت و«هنا لا يوجد تكافؤ في الفرص»، وهو يرى أن بعض الأحزاب «القديمة» على غرار الحزب التقدمي الديمقراطي بممثله أحمد نجيب الشابي يملك المؤهلات الى الترشح على حدّ قوله «فهو معروف بأفكاره وتوجهاته السياسية أكثر من غيره»، وتوافقه درصاف، إذ تعتبر أن الشابي «لطالما عُرف بمواقفه وأقواله»، وهو أكثر شخص بالنسبة إليها «مؤهل الى الترشح»، مضيفة «أن الجميع متخوف من حزبي النهضة والتحرير، فهي على حد تعبيرها سترجعنا 100 عام إلى الوراء». وتبقى هذه الآراء والمواقف من تعدد الأحزاب وعدم وضوحها نسبية ومختلفة، في انتظار أن تسعى هذه الأحزاب الى التعريف ببرامجها من أجل المواطن.