شهدت تاجروين في السنوات الأخيرة توسعا عمرانيا كبيرا نتيجة ازدياد عدد السكان من جراء النزوح الكبير الذي شهدته الأرياف تجاه المدينة وكذلك لكونها تعد من أكبر معتمديات ولاية الكاف ومنطقة عبور تجاه معتمديات جنوب الولاية والى ولاية القصرين إلا أن هذا الازدياد في عدد السكان لم تواكبه نهضة اقتصادية فالمنطقة بقيت كما هي عليه تعيش في خصاصة رغم وجود عدد من المؤسسات الاقتصادية كمعمل الاسمنت ومعمل الخزف ونمو الحركة التجارية بصفة كبيرة، كما أن بالمدينة كل الادارات التي لها علاقة بالمواطن ولكن المشكل الذي بقي قائما أن كل هذا لم يساهم في تطوير المنطقة ولم يوفر مواطن الشغل. فتاجروين تعتبر منطقة فلاحية بالأساس تعتمد على الزراعات الكبرى وتربية الماشية إلا أن الانتاج بقي مرتبطا بنزول الأمطار وبقي الفلاح يعاني من القروض اذا كان الموسم الفلاحي غير جيد. وهذا ما جعل العديد من الفلاحين يحجمون عن خدمة الأرض بل إن بعضهم تركوا أراضيهم ونزحوا الى المدن الكبرى بحثا عن لقمة العيش فالمنطقة فلاحية ولكنها لم تحقق الاكتفاء الذاتي في هذا الميدان وكل الخضراوات والغلال يقع جلبها من مناطق أخرى وخاصة من السوق المركزية بالعاصمة، كما أن الشباب عزف عزوفا تاما عن العمل الفلاحي باعتباره لم يعد يلبي حاجياته التي تسمح له بالعيش الكريم، فالبطالة استفحلت بصفة كبيرة بين شباب المنطقة الذي أصبح يرتاد المقاهي طوال النهار في غياب المعامل والمصانع وهمّه الوحيد الهجرة بأي طريقة كانت. شباب المنطقة يفتقد الى فضاءات ثقافية تساهم في احتضانه وصقل مواهبه في العديد من المجالات والى برامج ثقافية دسمة ومتنوعة فهو مهمش ومحروم من عديد التظاهرات الثقافية فلا مسرح ولا سينما ولا معارض وأمام هذه الوضعية يتوجب النظر الى هذه الفئة من العائلات والشباب بنظرة خاصة وذلك بإحداث بعض المشاريع الاقتصادية القادرة على استيعاب أعداد هامة منهم وانتشالهم من جو البطالة القاتم وإعادتهم الى الحياة وبث الأمل فيهم من جديد. وهذا ممكن إذا ما تمّ الاهتمام بالمنطقتين الصناعيتين في كل من محطة المحاميد ووادي الرمل، فإلى حدّ اليوم لم ير أي مشروع النور رغم اتمام كل الاجراءات القانونية للمنطقتين. كما أن الاسراع بإتمام أشغال بحيرة وادي سراط والتي تبلغ مساحتها حوالي 716 هك وبكلفة جملية تقدر ب104 ملايين دينار ومن المنتظر أن توفر 21 مليون م3 من المياه في مرحلة أولى ويمكن أن تصل الى 81 مليون م3 وهذا ما يجعلها قادرة على ريّ 3100 هك ستساهم في النهوض بالجانب الفلاحي كما أنه لا بد من تهيئة كل المسالك الفلاحية وتوفير ضروريات الحياة في الأرياف كالنور الكهربائي والماء الصالح للشراب. الشباب في تاجروين يعلنون بصوت واحد أن البطالة دمرتهم والنظام السابق تجاهلهم رغم أهمية المنطقة والمسؤولون المحليون لم يبلغوا أصواتهم وساهموا بدورهم في هذا الوضع الرديء الذي هم عليه، ورغم كل هذا يبقى الأمل قائما في بعث مشاريع صناعية للخروج من عنق الزجاجة وحالة البطالة التي يعاني منها كل الشباب سواء كان حاملا لشهادة عليا أو ليست له شهادة ويرجو سكان المنطقة أن يثبت ذلك التنقيب الذي أجري مؤخرا بحثا عن النفط والتي كما قيل لنا إن ولاية الكاف تسبح فوق حقول النفط وأن يقع الكشف عن النتائج في أقرب الآجال لتجنب القيل والقال وما ذهب إليه البعض بأن ذلك التنقيب ليس إلا بحثا عن الكنوز والآثار.