قال بعض الليبيين والباحثين في الخارج إن نظام التحالفات القبلية الذي كان أقوى سلاح لدى العقيد معمر القذافى يبدو الآن هشا في ظل ما أحدثته الحروب الخارجية والانقلابات القبلية والتطهير الداخلي من تقليص الدعم له، حتى في أوساط قبيلته وحلفائه. واستشهدت صحيفة «نيويورك تايمز» بدعوة أكرم ورفلي وهو زعيم أكبر قبيلة في البلاد (ورفلة) حين تحدث لقناة «الجزيرة» بكلمات مقتضبة «نقول للأخ القذافي إنه لم يعد أخا، ونطلب منه مغادرة البلاد». وأشارت الصحيفة إلى أن رد القذافي على عصيان الورفلة كان سريعا، فأرسل وحدات مقاتلة إلى المعقل التقليدي للقبيلة في بني وليد، حسب زعيم آخر في الورفلة. وقال إن الوحدات ذهبت لضمان عدم انضمام شباب القبيلة إلى الاحتجاجات في المدن القريبة مثل الزاوية ومصراتة. وأضاف المتحدث الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن الورفلة تغلي شأنها في ذلك شأن شقيقتيها الزنتان وأولاد سليمان، ولكن السبب وراء عدم مشاركتهم في الثورة قلة الأسلحة والحصار الذي يفرضه القذافي عليهم. غير أن متحدثا باسم الحكومة نفى ذلك، وقال إن دعم قبيلة ورفلة للقذافي ما زال قويا. وكان القذافي منذ أن تولى السلطة عام 1969 قد أحاط نفسه بحلفاء مقربين من عائلته المنحدرة من قبيلة القذاذفة فضلا عن قبيلتي المقارحة والورفلة، حيث بسطت القبائل الثلاث هيمنتها على القوات المسلحة والوظائف الهامة في البلاد. ولكن القذافي تقول نيويورك تايمز صنع على مدى أربعة عقود من السياسات القبلية «الغادرة» العديد من الأعداء حتى في أوساط حلفائه، وقد بدأ الخلاف علنا أوائل 1985 عندما عمد إلى تصفية ابن عمه القائد العسكري حسن اشكال الذي تساءل عن حكمة القذافي بالخسارة في حرب تشاد.