وافتنا مجموعة من الشخصيات الوطنية يتقدمهم السيد عبد المجيد شاكر المدير الأسبق للحزب الدستوري بعريضة موقعة من 55 امضاءً وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين للاستقلال، ومن بين الموقعين ايضا السيد احمد قلاّلة ومنصف بن شريفة وليلى مبروك وحمادي بوروبة وفيصل التريكي. وفي ما يلي مختطفات من أهم ما جاء في نص البيان: إن الثورة الشعبية التونسية تؤكد مرة أخرى قدرة هذا الشعب على الثورة من اجل كرامته وحريته وصون وطنه، لقد أشعل الشهيد محمد البوعزيزي رحمه ا& نفسه واحترق سخطا على الظلم والاستبداد والفساد فحرّك كل قوى البلاد وأنار لهم السبيل، وان الحزب الدستوري كان دائما رائدا على الساحة السياسية في تونس سواء في فترة الكفاح من اجل الاستقلال او بناء الدولة بزعامة رجال وطنيين مخلصين بقيادة الرئيس الحبيب بورقيبة باني الدولة التونسية الحديثة ولكن طول فترة الحكم دون معارضة حقيقية وتعددية فعلية جعل الأمور تؤدي الى بعض الانحراف ونقص في جذوة النضال والكفاح السياسي، وقد اغتنم بن علي مرض الزعيم بورقيبة وشيخوخته ليغتصب السلطة ويصل الى سدة الحكم في البلاد ووضع يده على الحزب ليحوله الى أداة لحكمه ويحيد به عن مهمته السياسية وعن مساره النضالي. إن استقلال البلاد قاد معركته التحررية وحقق نصرها الحزب الحر الدستوري التونسي، حزب هو خلاصة النفس الاصلاحي الذي انطلق منذ خيرالدين وحركة علي باش حامبة فهو حزب عبد العزيز الثعالبي والقليبي وبورقيبة وصالح بن يوسف والطاهر الحداد وصفر وعلي بلهوان وحزب فرحات حشاد والحبيب بوقطفة والهادي شاكر والحبيب ثامر وحزب احمد التليلي والطيب المهيري والمنجي سليم ويوسف الرويسي والحسين بوزيان ومصباح الجربوع وعبد العزيز العكرمي وغيرهم كثيرون، حزب مئات الآلاف من التونسيين الذين ناضلوا وسقوا أرض تونس بدمائهم الزكية لتحصل تونس على استقلالها وحريتها ويسترجع الشعب سيادته وكرامته، حزب حقق الاستقلال، حزب بنى الدولة الحديثة دولة نشرت التعليم وعممته وحررت المرأة وأعطتها مكانتها في المجتمع وقاومت الفقر وحققت الخروج من التخلف وبناء اقتصاد وطني فأنتج مجتمع الحداثة والتطور والتقدم والرقي والرفاه والعيش الكريم. وان الحزب الدستوري لم تكن له رسالة تاريخية ونضالية وتحريرية فقط بل كانت له كذلك رسالة فكرية سياسية ومبادئ أساسية انبنت على مبادئ الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والمحافظة على الهوية العربية الاسلامية والعدالة الاجتماعية وعلى أساسها بنى الدولة الحديثة وكان دائما متمسكا بمبادئ الاصلاح والحداثة وانبثقت من صلبه عديد الحركات والاحزاب الديمقراطية. إن تحقيق المصالحة الوطنية بين كل القوى السياسية أمر ضروري لبناء مستقبل أفضل، وإن التئام ندوة وطنية تضم كل الاحزاب السياسية للمصارحة والمصالحة هي من أوكد الضروريات لتنقية الاجواء والالتقاء حول قواعد أخلاقية ومبادئ أساسية تؤسس للعمل الحزبي والسياسي في البلاد حفاظا عليها وخدمة للصالح العام. وإننا ندعو ونهيب بكل الدستوريين الوطنيين الصادقين الاحرار الى التشاور والتنسيق والانخراط بكل صدق في حركة دستورية للاصلاح والديمقراطية والتنمية العادلة، فنعمل جميعا من اجل المحافظة على مكاسب ثورة تونس الحديثة، ونعمل جميعا من اجل تحقيق التمشي الديمقراطي السليم، ونعمل جميعا من اجل عودة الحزب الحر الدستوري التونسي. المجد لكل الشهداء شهداء تونس من اجل الاستقلال وشهدائها من اجل الكرامة والحرية وتحقيق الديمقراطية. عاشت تونس مستقلة بدولة ديمقراطية وشعب حر أبيّ. مجموعة من الوطنيين الصادقين من أجل حركة دستورية للاصلاح والديمقراطية