هيئة متكونة من 20 عضوا لتسيير الأعمال الى حين تنظيم المؤتمر الوطني في جوان 2011... ذلك ما توصلت له أشغال المجلس الوطني للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية مساء أمس بعد يوم كامل من «المخاض العسير» بأحد نزل ضاحية قمرت. مخاض عسير اختلطت فيه الآراء وتعالت فيه الأصوات داخل قاعة الاجتماع بعد أن تداول على أخذ الكلمة أكثر الحاضرون المتكونون من رؤساء الجامعات المهنية ورؤساء الاتحادات الجهوية وعدد آخر من مسؤولي مختلف هياكل الاتحاد وترأس المجلس السيد حمادي بن سدرين الرئيس المؤقت للمكتب التنفيذي الذي خلف الهادي الجيلاني. الحاضرون داخل القاعة اتفقوا على ان الاتحاد يمر بمرحلة صعبة منذ 14 جانفي بعد موجة التشكيك التي طالت مكتبه التنفيذي والاتهامات التي وجهت لأعضائه والتي قال عنها حمادي بن سدرين إنها مجانية وخاطئة وإنها قد تكلف من أطلقها المثول أمام القضاء كما اتفقوا على ان الاتحاد ظل مغيبا منذ 14 جانفي عن الحضور الاعلامي ولم يدافع عن نفسه بالشكل المطلوب ولم يبرز مشاكله لا للرأي العام ولا للحكومة المؤقتة عكس منظمات أخرى (الجميع استشهدوا باتحاد الشغل) وهو ما زاد في تعميق أزمته... كما عاب كثيرون أيضا على المكتب التنفيذي «اختفاءه» لأيام عديدة بعد 14 جاني وهو ما أثار نحوهم الشكوك. حسابات انطلقت أعمال المجلس بتلاوة تقرير مالي من قبل الخبير المحاسب مبروك العياري والذي ذكر أنه بعد عملية تدقيق مالي لحسابات الاتحاد خلال ال5 سنوات الأخيرة لم يتضح وجود أي تجاوز ولم يتضح أيضا حصول أي عضو من المكتب التنفيذي بمن فيهم الرئيس السابق الهادي الجيلاني على مقابل مالي أو أي امتياز آخر، وذلك الى حدود ديسمبر 2010. وقال حمادي بن سدرين في هذا المجال إنه وقع تعيين خبير محاسب جديد للفترة الموالية ل31 ديسمبر 2010 وذلك لمواصلة أعمال التدقيق المالي. اتفاق اتفق الحاضرون بالإجماع على ضرورة انتخاب هيئة وقتية لتسيير أعمال الاتحاد خلال الشهرين القادمين الى حين تنظيم المؤتمر الوطني الذي سيفرز مكتبا تنفيذيا جديدا وهياكل قاعدية جديدة (الجامعات الوطنية الاتحادات الجهوية الغرف الوطنية والجهوية...) وتضم هذه الهيئة 20 عضوا موزعين كالآتي: 6 رؤساء جامعات وطنية 5 رؤساء اتحادات جهوية 5 أعضاء من المكتب التنفيذي الحالي 4 أعضاء يمثلون صنف الشبان في الاتحاد وعضو يمثل اتحاد النساء صاحبات الأعمال.. وقد تمّ اختيار هؤلاء الأعضاء بطريقة ديمقراطية وفق ما ذكروه ل«الشروق» حيث اجتمع كل صنف من الأصناف المذكورة بسرعة وانتخبوا الأعضاء الذين سيمثلونهم. لجان بعد الخروج من عنق الزجاجة علي حدّ تعبير أحد الحاضرين (في إشارة إلى ما حصل من تطورات في الأيام الفارطة تعددت فيها الآراء إلى حدّ توتر الأجواء بشكل كبير داخل الاتحاد) سيقع المرور خلال الأيام القليلة القادمة الى مرحلة اعتبرها كثيرون الأهم وهي تشكيل لجان للنظر في عدّة مسائل منها (وهي الأهم) لجنة الاعداد لمؤتمر جوان والتي لن يتسنى لأعضائها الترشح لانتخابات المكتب التنفيذي التي ستجري في هذا المؤتمر وكذلك لجنة مراجعة كل التشريعات المتعلقة بالاتحاد اضافة الى لجان أخرى مكلفة بعدّة مهام. تهديدات تحدث عدّة متدخلين عن تهديدات باتت اليوم محدقة بالاتحاد على حدّ تعبيرهم على غرار امكانية تكوّن 3 منظمات أخرى موازية لاتحاد الأعراف وتقوم بالدور نفسه. وقد ذكر حمادي بن سدرين في هذا المجال أن هذه «الاتحادات الموازية» إن تكوّنت فمرحبا بها لكن شريطة أن يكون تكونها بطريقة ديمقراطية وحضارية. كما تحدث آخرون عمّا أسموه بتهديدات «سياسية» في إشارة الى آراء ومواقف بعض الأحزاب والتيارات السياسية التي عبّرت عن رأيها تجاه إتحاد الأعراف.