لوح قادة جيش المهدي التابع للزعيم الشعبي الشاب مقتدى الصدر باحتمال تجدد المعارك ضد قوات الاحتلال الأمريكي كما حدث في مدينة الصدر متهمين رئيس الوزراء العراقي المعيّن إياد علاوي بالتضليل والخداع وعرقلة الجهود الرامية الى تجديد مفاوضات السلام ومحاولة عزل جيش المهدي وعرقلة جهوده لنزع السلاح ودخول الحياة السياسية. وكانت المفاوضات الرامية الى نزع سلاح ميليشيا جيش المهدي قد بدأت الأسبوع الماضي بعد انسحاب جيش المهدي من مدينة النجف التي شهدت أسابيع من المعارك مع قوات الاحتلال الأمريكي، لكن المفاوضات تعطلت بعد ذلك. تجدّد المعارك وقال يوسف النصيري وهو من كبار قادة جيش المهدي ان الجهود الرامية الى تجديد مفاوضات السلام فشلت مرة أخرى، متهما رئيس الوزراء في الحكومة العراقية المنصبة إياد علاوي بتعمد تعطيل المفاوضات، وبمحاولة عزل جيش المهدي وعرقلة جهوده لنزع السلاح ودخول معترك الحياة السياسية. ولم يستبعد النصيري احتمال تجدد المعارك مع قوات الاحتلال الأمريكي مثلما حدث في مدينة الصدر. وأضاف النصيري أن «الحكومة العراقية ليست جادة فقد تجاهلت جهودنا، أما القوات الأمريكية فهي تتنقل في أنحاء مدينة الصدر بدباباتها تهين الأشخاص وتتصرف بطريقة عدوانية ولا أحد يمكنه التكهن بما سيحدث في المرة المقبلة». وحسب النصيري فإن الشعور بالاحباط لا ينطلق فقط من الفشل في احياء محادثات السلام ولكن أيضا في الجهود التي يبذلها علاوي لإغراء عدد من المؤيدين الأساسيين لجيش المهدي بالانشقاق عنه وتأييد الحكومة. وقد التقى علاوي الثلاثاء الماضي مجموعة من 300 شخص من القيادات الكبرى في مدينة الصدر وطلب منهم سحب تأييدهم لجيش المهدي. وعرض علاوي 300 مليون دولار لمشاريع اعادة اعمار مدينة الصدر لإغراء وجهائها بالتخلي عن جيش المهدي. لكن النصيري رأى أن علاوي يتبع بذ لك «مسارا خطيرا» لأن ذلك يمكن أن يؤدي الى اثارة جيش المهدي أو اثارة خلافات وصراعات بين الشيعة في بغداد. قلق وذكر بعض شيوخ القبائل في مدينة الصدر أنهم يشعرون بالقلق من احتمال تخلي علاوي عن جهوده في نزع أسلحة جيش المهدي وضمّه الى العملية السياسية الديمقراطية. ورجح الشيوخ أن يكون علاوي بصدد محاولة تدمير جيش المهدي بالقوة. وقال الشيخ شاكر السعدي وهو من شيوخ القبائل في مدينة الصدر «إذا أراد رئيس الوزراء شق شيوخ القبائل عن باقي السكان فيمكنه أن يتسبب في ظهور نزاعين يتعلقان بالميليشيا الاول مع القوات الأمريكية والآخر مع قادة القبائل. وأوضح شيخ قبيلة أخرى وهو قريم البخاتي أنه يمكن لعلاوي التوصل الى تسوية سياسية تشمل نزع سلاح جيش المهدي إذا ما وافق على اخراج القوات الأمريكية من مدينة الصدر. وقال البخاتي «ان ذلك هو أصل المشكلة، فالناس يكرهونهم، يجب على الحكومة العراقية أن تقنع الأمريكيين بالابتعاد عن المدينة». وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تحدّى القوات الأمريكية خلال خطبة الجمعة أمس الأول وقال انها لن تهزم جيش المهدي مطلقا. وجاء في الخطبة التي تلاها الشيخ جابر الجعفري نيابة عن الصدر «يعتقد الكثيرون وليس الجميع أن الجيش الأمريكي لا يُغلب إلا أنه تبين أن الحقيقة فقط هي التي لا تقهر». وأضاف الجعفري «يدّعي الأمريكيون السيطرة على العالم عبر العولمة، غير أنهم لا يستطيعون فعل الشيء ذاته مع جيش المهدي».