بدأت قوات الاحتلال الأمريكي أمس عملية عسكرية كبيرة لسحق أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف مستخدمة الدبابات والطائرات والأسلحة الثقيلة في محاصرة الحرم العلوي وقصف محيط منزل الصدر. وهدد جيش المهدي من جهته بتفجير أنابيب نفط الجنوب إذا هاجمت القوات الأمريكية مدينة النجف بينما توجه مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي الى النجف للالتقاء بالصدر في محاولة لاحتواء الأزمة. وكان الجيش الأمريكي هدد أمس الأول بشن هجوم «نهائي» على عناصر جيش المهدي في مدينة النجف بمشاركة قوات الأمن والحرس الوطني العراقي حيث تستمر المعارك لليوم الثامن على التوالي. وأجملت وزارة الصحة العراقية حصيلة مواجهات الساعات ال24 الماضية ب63 شهيدا و333 جريحا. اجتياح النجف وأعلنت القوات الأمريكية أمس أنها بدأت العمليات العسكرية للقضاء على أنصار الصدر في مدينة النجف وذلك باستخدام الدبابات والطائرات والأسلحة الثقيلة. وبدأت العمليات العسكرية الموسعة باحداث طوق أمني حول الحرم العلوي من قبل القوات الأمريكية. ومنذ ساعات الصباح الأولى سمع دوي قصف متواصل لمدفعيات الدبابات والرشاشات الثقيلة من وسط المدينة. وأغلقت قوات المارينز جميع المنافذ المؤدية إلى مرقد الإمام علي وظلت تقترب شيئا فشيئا من مركز المدينة حيث أقدمت على محاصرة الحرم العلوي. وحلقت أثناء ذلك مروحيات أمريكية فوق مقبرة المدينة حيث يعتقد أن أنصار الصدر يتحصنون هناك. وارتفعت سحابة من الدخان فوق وسط النجف حيث يقع مرقد الإمام علي. وقال قائد قوات الكتيبة الأولى للفرقة الرابعة للقوات البحرية ديفيد هولاهان إن العمليات الكبرى لتدمير الميليشيات بدأت بلا هوادة. وأضاف هولاهان أن اقتحام ضريح الإمام علي ليس هدفنا لكنه قد يكون كذلك وهو أمر غير مستبعد. واعتبر المسؤول العسكري الأمريكي أنه ينبغي لرئيس الوزراء العراقي المعين اياد علاوي أن يسمح لأي عمليات من هذا النوع ومن المرجح استخدام قوات حرس الدفاع المدني لاقتحام الضريح. وأبدى هولاهان استغرابه من مدى تماسك وتلاحم قوات جيش المهدي قائلا «أظن أن لهم مركزا للتكاثر أو إنهم يستنسخون المزيد من المقاتلين». وأفادت تقارير صحفية بأن نقل الجرحى والمصابين جراء الاشتباكات بات مستحيلا في ظل اغلاق القوات الأمريكية كافة الطرق المؤدية الى محيط موضع النزاع واقتحمت المدرعات الأمريكية حي الاشتراكي غرب النجف وقصفت مواقع قريبة من منزل الصدر. وجابت القوات الأمريكية بآلياتها العسكرية شوارع النجف تطلق عبر مكبرات الصوت نداءات لأهالي المدينة تطالبهم بالنزوح عنها بغرض «تطهير» وسط المدينة من ميليشيا الصدر حسب تعبيرها. لكن مكتب الصدر في النجف أكد أنه ينبغي على الأمريكيين أن يغادروا أولا. وأكد أنصار الصدر أنهم ما زالوا يسيطرون على البلدة القديمة رغم الهجوم الواسع للقوات الأمريكية. وقال الشيخ علي سميسم من مكتب الصدر بالنجف نحن على استعداد للقتال حتى آخر قطرة من دمائنا. تهديد من جهته هدد الشيخ أسعد البصري قائد جيش المهدي في البصرة بتفجير أنابيب نفط الجنوب اذ أقدمت القوات الأمريكية على مهاجمة مدينة النجف. وقدم نائب محافظ النجف جودت كاظم نجم القريشي استقالته احتجاجا على المعارك في النجف. وقال القريشي «قدمت استقالتي من مهامي للتنديد بكل العمليات الأمريكية الارهابية في المدينة كما أعلن مساعد محافظ واسط استقالته احتجاجا على استهداف النجف. وقد وصل الى النجف امس مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي في محاولة للقاء الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لانهاء المواجهات في المدينة. وقال أحد المقربين إن الربيعي في النجف في محاولة للقاء الصدر دون اعطاء المزيد من التفاصيل. لكن أحد المقربين من الصدر قال إنه لا تفاوض قبل انسحاب القوات الأمريكية من النجف. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية أمس إن القوات العراقية وحدها هي التي ستتولى مهمة نزع أسلحة ميليشيا الصدر. وأضاف المتحدث لدينا تعليمات بأن القوات العراقية هي التي ستدخل الأماكن المقدسة لنزع أسلحة جيش المهدي. وأكد أن القوات العراقية تظهر تصميما على أن هذا الأمر يجب أن يحسم بشكل قاطع مضيفا الى أن مقتدى الصدر نفسه عليه أن يقرر ما اذا كان يريد دخول الساحة السياحية.