دعا الجيش الامريكي أمس سكان النجف الى إخلاء المنطقة التي تدور فيها المعارك على الفور وطلب من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مغادرة المدينة التي تحتدم فيها المعارك في خطوة يبدو أنها تمهيد لتنفيذ عملية واسعة في النجف. ودخلت المعارك بين جيش المهدي من جهة وقوات الاحتلال الامريكي وقوات الامن العراقية من جهة ثانية أمس يومها السادس بعد فشل جهود وقف اطلاق النار. وسمع دوي انفجارات وأصوات اطلاق نار في قلب المدينة حيث يتمركز أنصار الصدر. وحلقت مروحيات امريكية في أجواء المدينة وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد قرب المقبرة القديمة في المدينة. عملية واسعة وفي اجراء ينذر بتطورات خطيرة في المدينة دعا الجيش الامريكي المدنيين الى اخلاء المنطقة التي تدور فيها المعارك على الفور. وجابت سيارات هامفي الامريكية بعض احياء المدينة وهي تطالب عبر مكبرات الصوت الأهالي باخلاء مناطق العمليات دون تأخير. وهذه هي المرة الأولى التي تطالب فيها قوات الاحتلال الامريكي بإخلاء المنطقة حسب سكان المدينة الذين باتوا يخشون ان تقوم تلك القوات بعملية واسعة. وحاول العديد من أهالي المدينة بعد سماعهم تقارير تحدثت عن هدنة لمدة 24 ساعة التوجه الى محلاتهم التجارية لتفقد ممتلكاتهم فيما حاول آخرون الهروب من المدينة. وقد رفض رئيس الوزراء العراقي المعين إياد علاوي أي مفاوضات من أجل عقد هدنة مع جيش المهدي. وكان محافظ النجف عدنان الزرفي أعلن أن المعارك بين مقاتلي جيش المهدي وقوات الامن العراقية المدعومة من الجيش الامريكي توقفت مساء أمس الاول لبضع ساعات من أجل اجلاء الجرحى غير ان احمد الشيباني الناطق باسم مكتب الشهيد الصدر في النجف قال ان اعلان الهدنة تم بناء على اقتراح من المحافظ وبعد تلقي تعليمات من جانب مقتدى الصدر. وأضاف الشيباني ان جيش المهدي مستعد لاي مبادرة سلام تجنب المدنيين حمامات الدم. من جهته أعلن الشيخ قيس الخزعلي أحد مساعدي مقتدى الصدر في مؤتمر صحفي امس حالة الطوارئ وفرض حظر التجول من قبل جيش المهدي في مدينة الصدر وذلك الى حين توقف الاشتباكات في مدينة النجف. ودعا الخزعلي الموظفين الرسميين الى عدم الالتحاق بأعمالهم لان مراكزهم ستضرب على حد قوله. وطلب الخزعلي من الشرطة العراقية والحرس الوطني عدم الاشتراك في القتال ضد جيش المهدي، لكن قائد شرطة النجف غالب الجزائري دعا من جانبه امس أهالي المدينة الى مغادرتها من أجل تصفية ميليشيا جيش المهدي المتحصنين في المناطق ذات الكثافة السكانية. وقال الجزائري في بيان وزع في المحافظة ان الشرطة العراقية عازمة على تصفية جيش المهدي الخارج عن القانون حسب رأيه. وكان الجزائري قد اشتكى في رسالة الى وزارة الداخلية العراقية من فرار قوات الحرس الوطني العراقي من المواجهات في كربلاء والديوانية وطالب بفرض حصار اقتصادي على النجف للتضييق على مقاتلي جيش المهدي المتحصنين هناك. خسائر وأعلن الجزائري أمس أن 15 من أفراد شرطة مدينة النجف لقوا حتفهم وأصيب 5 آخرون بجروح خلال المعارك التي تشهدها المدينة. وقال الجزائري ان أكثر القتلى من أفراد الشرطة ممن كانوا معتقلين لدى جيش المهدي وقطعت رؤوسهم. وأضاف أعطينا الاوامر لافراد الشرطة بعدم الذهاب الى بيوتهم والبقاء في مراكز الشرطة خوفا على حياتهم. وأشار الجزائري الى أنّ جيش المهدي لا تبدو لديه نية الخروج من المدينة وأن المعارك ضده ستستمر. وأعلنت وزارة الصحة العراقية امس من جانبها استشهاد 15 عراقيا واصابة 136 آخرين خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية في الاحداث التي تشهدها بعض المدن الشيعية. وأوضح الطبيب علي حنون أنه في بغداد فقط سقط 12 شهيدا وأصيب 127 آخرون بجروح وفي مدينة العمارة استشهد عراقيان وأصيب 6 آخرون بينما استشهد عراقي وأصيب ثلاثة آخرون في محافظة الأنبار. وأصيب ثلاثة عراقيين بجروح في انفجار عبوة ناسفة شمال غرب مدينة الكوت. وفي تطورات ميدانية اخرى أصيب جنديان أمريكيان بجروح نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا من السيارات العسكرية الامريكية.