مرة أخرى وليست الاخيرة تكون البلدان العربية في واجهة الأحداث... هذا ملخص ما يجرى الآن في العالم حاليا، فبالرغم من ظهور بوادر انفراج بتوقيع تونس ومصر قضيا على دكتاتوريتين، إلا أنه سرعان ما جاءت أخبار من ليبيا واليمن تقدم فيها الشعوب العربية التنازلات وتخاف جدية العقوبات. وجزء من هذه التنازلات هو العقل العربي،فمازالت العمليات السياسية في مماليك الخليج في عشوائية مستمرة وذلك يعود لأسباب عديدة من غياب الوعي الذي لا تحاول الشعوب تغذيته. فجزء من المشكلة العربية عقلاني ومعرفي وهذا الجانب ليس مشكلة الحكام وحدهم ولا حرص أمريكا وقوات الغرب فقط فالعرب هناك بحاجة الى جهد شعبي، وعربي ودولي لمكافحة الجهل. فالبعض يحاول تبرير الجهل العربي بتواجد الأموال وعبر اعتماد الملوك اغلاق أفواه الشعوب بالرفاهية ولكنه ليس مشكل الأردن والجزائر واليمن... مشروع المصالحة مع العقل سوف يفتح الباب أمام حوار سياسي بين المعارضين والخارجين والمتمردين والحكام حتى يتسنى لهم القيام بجهد بناء من أجل تصحيح ما يعتقدون أنه صحيح، فالبطالة منتشرة في الخليج الغني لكن دولارهم البيترولي سمح لهم ان يقبلوا البطالة والجهل. شخصيا التقيت عددا كبيرا من الشباب الخليجي على قدر كبير من الموهبة خاصة في الكويت وهم شباب متفتحون يمتلكون طريقة تفكير خاصة لكنهم لم يدرسوا ولم تكن لهم فرصة للتفكير ومن ثمة الاختراع، فانعدمت قدرتهم على المعارضة بمر الزمن الجهل العربي أخطر على الشباب من الصهاينة.