احتفالا بعيدي الاستقلال والشباب برمجت دار الشباب والثقافة بسيدي سالم بالاشتراك مع وحدة تنشيط الأحياء ببنزرت أجندا احتفائية خاصة بالحدث توزعت بين ندوة فكرية اتخذت محورا لها الشباب والعمل السياسي علاوة على مجموعة أخرى من الفقرات التنشيطية. ودارت فعاليات الحلقة الأولى من المنتدى الفكري، عشية السبت الفارط، حيث تم بالمناسبة تسليط بعض الأضواء على الدوافع المؤدية إلى عزوف الشباب عن الانخراط في العمل السياسي وتداعيات ذلك... علاوة على محاولة تدارس العلاقة القائمة من قبل المحاضرين بالندوة بين فئة الشباب وما يصطلح عليه بالهوية ومدى دور أو بالأحرى مساهمة انخراط الشباب في منظمات العمل المدني في تحقيق أهداف الثورة... وركز المتدخلون ولاسيما أساتذة التعليم العالي (اختصاص علم الاجتماع) على القمع المسلط على الأحزاب في عهد الرئيس المخلوع ممّا أدى الى فقدان موضوعية التعامل معها من قبل مختلف الفئات ولاسيما الشباب وبالتالي عدم الثقة والاستئناس بالانخراط فيها.. وأشار المحاضرون الى طبيعة الساحة الحزبية آنذاك التي اتسمت بهيمنة كلية للحزب الواحد الذي سعى الى احتواء جميع الفئات. وقد عرج المتدخلون الذين كان بعضهم بسط تجربته النضالية على الصلة القائمة بين مفاهيم الشباب والهوية والديمقراطية والشباب والثورة. التشغيل في الصدارة.. وعلى إثر فتح مجال النقاش ركز الحضور ولاسيما الطلبة منهم على مسألة ضرورة التفرقة بين المجالين السياسي والحزبي في تونس، حيث يمثل هاجس السلطة الهدف النهائي لأي تجمع حزبي وبذلك يبقى المجال الجمعياتي المجال الأفضل لاستقطاب هذه الفئة وكان البعض من ممثلي الاتحاد الجهوي لأصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل ببنزرت قد أثار مسألة أولوية التشغيل وايجاد ضمانات للشباب في الغرض رغم تلويح بعض الأحزاب المنبثقة عن الثورة بادراج هذا المحور في أجندا برامجها.. ومع تأكيدهم على أهمية الحوار السياسي كأساس لبناء الدولة الديمقراطية جدّد الشباب الحاضر تأكيدهم على فهم الشباب التونسي لأدبيات المجال السياسي ورغبته في الانخراط في الأحزاب بعيدا عن اللعبة السياسية نحو المناصب. وكان السيد شهيد العرابي مدير الفضاء الثقافي والبعض ممّن ترأس الجلسة من هيئة التنظيم أكدوا على حياد المنتدى من السقوط تحت تدخل أو ضغوطات أي جهة حزبية وأن الهدف الأساسي من انعقاد اللقاء استرجاع المؤسسة العمومية وتحقيق مصالحة مع الرواد بعد فترة طغى على أنشطتها توجه حزب «التجمع». فقرات تنشيطية وكانت أروقة الدار والحديقة العمومية المجاورة احتضنت بدورها فقرات تنشيطية على امتداد يومي السبت والأحد الماضيين توزعت بين معرض للفنون التشكيلية والرسم و«ماراطون» في اطار مسابقة في العدو علاوة على تنشيط إذاعي وحفل فني مرتقب..