تحت حراسة مشددة من أعوان الجيش الوطني عجت قاعة الاجتماعات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين أول أمس بالحاضرين من باعثي المؤسسات الشبان والقدامى ومن الباحثين عن فرص عمل بميدان الصناعة ومن فضوليين سمعوا عن طريق الصدفة أن وفدا جاء من تونس العاصمة ممثلا عن هياكل وزارة الصناعة المتعددة للبحث في سبل تحريك الجهة صناعيا. وفي غياب كلي للسلطات الجهوية وعلى رأسها الوالي التأم في اليوم المذكور ندوة صغيرة حضرها قرابة 105 من شبان الجهة المتعطشين الى حلول لمشاكلهم ومشاكل الجهة ككل بحضور المدير العام لوكالة النهوض بالصناعة والمدير العام للوكالة العقارية الصناعية ونظيره من مركز النهوض بالصادرات وممثل عن وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي والذين حضروا لتباحث مشاغل المنظومة الصناعية في الجهة والصعوبات التي يتعرض لها باعثو المؤسسات والمشاريع وكيفية توفير مصادر التمويل وامكانية المساعدة على التصدير في محاولة لدفع هذا القطاع الذي يمكن أن يمتص العدد المهول من العاطلين عن العمل بالجهة في الوقت الذي يعتصم فيه أكثر من مائة صاحب شهادة عليا في ساحة الشهداء طالبين تسوية وضعيتهم الاجتماعية والمهنية وتمحورت مداخلات الضيوف حول دور المنتوجات الفلاحية بالجهة في التنمية والتصدير والتركيز على خصوصيات المنطقة في بعث المشاريع ووعد المستثمرين بتهيئة المنطقة الصناعية بالقصرين خلال شهر أفريل المقبل وتقديم وعود بانشاء منطقة صناعية في معتمدية سبيطلة على مساحة تقدر بستة هكتارات وكذلك تالة وبقية المعتمديات، وكانت مداخلات مختصرة جدا لم تتجاوز كلها مجتمعة الربع ساعة حيث يبدو أن السادة المديرين العامين قدموا الى القصرين دون احضار برنامج واضح وجدي وانما جاؤوا لادخال الطمأنينة في نفوس الباعثين الذين وجدوا أنفسهم في فراغ نتيجة لعدم تدخل جدي من الدولة، وبعد الكلمات القصيرة التي القوها فسح المجال للحاضرين للتعبير عن مشاغلهم والصعوبات التي يواجهونها وهي صعوبات لا تحصى ولا تعد حيث ركز متدخل صاحب مصنع للرخام منذ 2006 على ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية قبل كل شيء باعتبار ان الولاية معزولة تماما عن العاصمة وعن مناطق الترويج والموانئ في ظل بعدها عن مركز القرار حوالي 300 كيلومتر وطالب بالتسريع في انشاء الطريق السيارة النفيضةالقصرين التي تربط القصرين بالعاصمة وكانت مبرمجة في العهد البائد ونتمنى أن لا تكون حبرا على ورق كما أن انشاء هذه الطريق يمكن من ربح الوقت. كما دعا الى ضرورة الاسراع بانشاء سكة حديدية تربط القصرين بالعاصمة سواء لنقل البضائع أو المسافرين حتى تفك عزلتها. كما أشار الى قلة اليد العاملة المختصة في ميدان الرخام وناشد الدولة الى التدخل من أجل دفع عملية التصدير وأشار أيضا الى مسألة غاية في الأهمية والمتمثلة في انفراد الوزارة باتخاذ القرار بخصوص انشاء المنطقة الصناعية الجديدة على طريق تالة وهو قرار غير مجد باعتبار أن تلك المنطقة بنيت على أرض طينية هي من أجود أنواع الطين الذي يمكن استغلاله في صنع الفخار علاوة على تكاليف البناء الباهظة وكان على الوزارة استشارة أبناء الجهة المتضلعين في هذا الأمر. كما شهد قطاع النسيج تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة اذ تم بعث 41 مؤسسة تشغل حوالي 4500 عاملة أي انه لا يحل مشاكل بطالة الشبان لأن المشكل الأساسي في القصرين بطالة الذكور لا الاناث مع ما تعانيه الفتيات من مشاكل ضعف الأجور حيث لا يتجاوز أجر الواحد 100 دينار وعلى أقصى تقدير 150 دينارا ولعل ذلك ما جعلهن يخرجن في الفترة الأخيرة في مظاهرات يطالبن بتحسين وضعهن المهني ورغم ذلك فإن هذا القطاع يشهد حالة من الضياع قد تؤدي الى افلاسه بل ان هناك من المستثمرين من أغلق أبواب مصانعه وذلك ناتج عن كثرة الالتزامات المالية والضرائب التي يسددونها الى البنوك والديوانة والاداءات.