يعقد مجلس الأمن الدولي غدا اجتماعا مخصّصا لبحث الوضع في ليبيا، حيث من المرجّح أن ينظر في دعوة روسيا إلى وقف فوري لاطلاق النار هناك في وقت بدأت ملامح تصدّع في الحلف الذي يقود العملية العسكرية في ليبيا بسبب خلافات حول طبيعة العملية وأهدافها وحدودها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاغ إنّ مبادرة روسيا لوقف العمليات الحربية قد تبحث في اجتماع مجلس ا لأمن الدولي. طلب مرفوض وقد رفض مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول طلب ليبيا عقد اجتماع طارئ لمناقشة الغارات الجوية الغربية على البلاد في أعقاب فرض المجلس منطقة حظر جوّي فوقها. وسيتلقى مجلس الأمن خلال جلسة الخميس تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن تنفيذ القرار 1973، الذي سمح بالقصف الغربي للمواقع العسكرية للنظام الليبي. كما ستتم مناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا. ويأتي هذا الاجتماع بينما بدأت تلوح بوادر تصدّع في أفق التحالف الدولي الذي يقود الحملة العسكرية ضدّ النظام الليبي. وقال الجنرال الأمريكي كارتر هام، قائد قوات التحالف إنّ مهامه واضحة للغاية إلاّ أن تنفيذها اصطدم بواقع الفوضى المتزايدة في ساحة المعركة التي تشمل قوات المعارضة والقوات الحكومية والمدنيين، وأثبتت كونها معقدة للغاية للقادة الميدانيين. وأضاف القائد العسكري أنّ قوات التحالف وجدت نفسها أمام مأزق التمييز بين هجمات قوات العقيد على المدنيين الأبرياء والذين هم في حاجة واضحة للحماية والمعارك الدائرة بين قوات المتمرّدين وتلك الموالية للقذافي. وقد انفجر الخلاف الذي كان يهدّد منذ أيام حلف شمال الأطلسي أمس الأول حيث أكدت فرنسا رفضها أن يحلّ الحلف محلّ الائتلاف الدولي في ليبيا فيما رفضت تركيا اعطاءه صلاحيات كاملة لفرض منطقة حظر جوي. وخلال اجتماع عقد في بروكسل أكد سفراء غالبية الدول الأعضاء في الحلف رغبتهم في أن يتولى الحلف في أقرب وقت ممكن مهام التحالف الدولي على ليبيا. لكن باريس التي بدت معزولة ردّت بأنه في حال تولي الحلف الأطلسي قيادة التدخل، فإن الدول العربية لن تنضم إليه وسينتهي بها الأمر إلى التنديد به. توضيحات وتطمينات لكن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أكد أمس أن بلاده تريد ايضاحات حول خطط الحلف الأطلسي في ليبيا معتبرا أنّ الطريقة التي تشكل بها التحالف لمهاجمة هذا البلد لا تتطابق مع المعايير الدولية. وقال أوغلو: «طرحنا أسئلة مشروعة خلال الاجتماع، ولا نقصد إعاقة العملية». من جانبها أرسلت النرويج ستّ مقاتلات من طراز «أف16» في اطار مساهمتها في العملية الجارية لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، لكن وزيرة الدفاع النرويجية غريت فاريمو قالت إنّ المقاتلات لن تشارك في عمليات فعليّة إلاّ بعد أن تتضح «قواعد الاشتباك». وأضافت أنها تتوقع ذلك «في غضون أيام قليلة». وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أمس إنّ مرحلة «العمليات العسكرية النشطة ضدّ ليبيا سوف تتوقف في القريب العاجل». وأضاف غيتس الذي يزور روسيا أن تلك العمليات ستتقلص كثيرا خلال أيام معدودة. وتأتي زيارة غيتس إلى موسكو لطمأنتها على الحملة العسكرية الجارية في ليبيا.