تضاعفت الاصوات الدولية المطالبة بفرض حظر جوي على ليبيا أمس بانضمام منظمة المؤتمر الاسلامي فيما يواجه هذا المقترح تعقيدات عديدة أهمها معارضة كل من روسيا والصين للمشروع الذي تنكب فرنسا وبريطانيا على اعداده وقد يعرض على اجتماع للدول الغربية يعقد في بروكسل يومي الغد الخميس وبعد غد. ووافقت منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم في عضويتها 58 دولة مسلمة بما فيهم روسيا كمراقب عام على فرض حظر جوي على ليبيا لمنع القوات الموالية للقذافي من قصف المعارضين بالطائرات. نعم للحظر... لا للتدخل وفي هذا الاطار قال أمين عام المنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو خلال اجتماع خاص عقدته المنظمة على مستوى مندوبي الدول الاعضاء وبحضور مندوب ليبيا «نضم صوتنا للأصوات المطالبة بفرض حظر جوي على ليبيا ونطالب مجلس الأمن القيام بمهامه في هذا الصدد». ورفض أوغلو في الوقت نفسه «أي تدخل عسكري في ليبيا» مناشدا «السلطات الليبية السماح فورا بدخول المساعدات الانسانية دون تأخير». ومن جانبها دعت دول «مجلس التعاون الخليجي» مساء أمس الأول الى فرض حظر جوي فوق ليبيا وقد دعا مجلس الأمن الدولي الى حماية المدنيين الليبيين. كما أعلنت الجامعة العربية أمس أنها ستعقد اجتماعا طارئا بعد غد الجمعة بمقرها بالقاهرة لمناقشة تطورات الأزمة الليبية. ومن جهتها ستجري الدول الغربية يومي 10 و11 مارس الجاري مشاورات في بروكسيل في اطار حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بحثا عن وسيلة تسهل ازاحة القذافي عن الحكم من دون انتهاك الشرعية الدولية أو تقويض استقرار المنطقة. في الوقت الذي تقوم فيه فرنسا وبريطانيا بدراسة هذا الاحتمال خاصة بعد ان أصبحت الطائرات عنصرا أساسيا في حرب القذافي ضد الشعب الليبي. تقييدات هائلة وفي هذا الاطار يرى مسؤولون وخبراء امريكيون ان اقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا تفترض عملية ضخمة لمنع الطائرات العسكرية الليبية من قمع المدنيين، لكنها لن تاتي بحل للوضع ميدانيا. ومثل هذه العملية التي تعتبر من فئة الاعمال الحربية تتطلب تفويضا من الاممالمتحدة كقاعدة شرعية لها. اما على الصعيد العسكري، فقد حذر رئيس اركان الجيوش الامريكية الاميرال مايكل مولن من ان تطبيقها ينطوي على تعقيدات «هائلة». وتحتاج العملية في بلد شاسع مثل ليبيا تبلغ مساحته اربعة اضعاف مساحة العراق، ولو ان السكان يتركزون بشكل اساسي على طول السواحل، الى مطاردات- قاذفات وطائرات مراقبة جوية من نوع اواكس ورادارات وطائرات حربية الكترونية للتشويش على الرادارات ووسائل الاتصال العدوة، فضلا عن مروحيات وفرق انقاذ لانتشال اي طيارين يتم اسقاط طائراتهم. وبتقدير باري واتس الخبير في مركز التقييم الاستراتيجي والمالي في واشنطنن، فان العملية تتطلب تدخلا من 50 الى 70 طائرة يوميا. ويمكن لهذه الطائرات الانطلاق من حاملات طائرات ومن قواعد على الارض. ولا يوجد حاليا اي حاملة طائرات في المنطقة ولو ان حاملة الطائرات الامريكية «يو اس اس انتربرايز» تبحر في البحر الاحمر في حين عادت حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» للتو الى طولون. واوضح باري واتس لفرانس برس ان «المشكلة الاكبر قد تكمن في ايجاد قواعد جوية قريبة الى حد يسمح بالقيام بعمليات». ومن بين دول الحلف الاطلسي، ايطاليا وهي البلد الاقرب الى ليبيا، غير ان استخدام القواعد الايطالية يفترض الحصول على موافقة روما. وكشف الكولونيل ديفيد لابان المتحدث باسم البنتاغون ان مخططي وزارة الدفاع الامريكية يعملون حاليا على تقدير عدد الطائرات الضرورية والوسائل البحرية والبرية المطلوبة لفرض منطقة الحظر الجوي في حال اتخذ الرئيس باراك اوباما مثل هذا القرار. ويعتقد أن ليبيا تمتلك مائة صاروخا مضادا للطائرات من طراز «اس ايه 2» وحوالي 70 صاروخ «اس ايه 6» كما يمتلك سلاح الجو الليبي أكثر من 300 طائرة مقاتلة أكثر من نصفها لم يعد عمليا.