اختتمت بالكاف يوم الاحد الفارط الدورة الواحدة والعشرون لمهرجان" ميو" والتي نظمت تحت إشراف جمعية صيانة المدينة . ودون أن نتطرق إلى برنامج المهرجان سنحاول تسليط الضوء على الموروث الشعبي لمدينة الكاف في هذا المهرجان الذي يقام في شهر ماى من كل سنة فكلمة (مايا) هي كلمة لاتينية الأصل وهى (maya) آلهة الخصب والنمو عند اليونانيين وبما أن الكاف عرف بخصب مزارعه في إنتاج الحبوب فمن عادة الكافية أنهم يتهيئون للحصاد من يوم 14 ماى فينهضون من النوم باكرا مع طلوع الفجر ويحثون الأطفال على القيام معهم ويخوفونهم (بقطوسة ميو) التى تأتي بعد الفجر لترقد على أجسامهم الصغيرة وفى هذا خيال جامح استوطن المخيلة الشعبية عندهم فالخوف من القطوسة أو القط هو اعتقاد ديني عند الفراعنة والمصريين القدامى إذ كانت القطط عندهم في مرتبة الآلهة وقد تأثر الكافية بهذا الموروث عندما استوطن الفاتحون العرب القادمين من مصر بتلك الربوع. وفى ذلك اليوم أيضا يشد الكافية رحالهم مع نسمات الصبح إلى عين سيدي منصور للإتيان بالماء وبسبع حجرات ....فأما الماء فهو لرش أركان البيت وأما الحجارة فتوضع بركن منه لاعتقاد منهم بأنها تحميهم من الزواحف كالعقارب والثعابين، وهي عادات بوذية ربما أخذها الكافية بعد الفتوحات الإسلامية وترحالهم للتجارة إلى الصين والهند أين كانت تنتشر تلك الديانة ..... ثم ينزلون إلى وادي العين أين كانت البساتين الملأ بالأشجار والخضروات فيأتون بالخس لأكله بعد وجبة البرزقان واكل الخس بعد الطعام عادة رومانية لان الرومان كانوا يأكلون الخس بعد كل وجبة طعام ليساعدهم على الاسترخاء. وفى ذلك اليوم لا تكنس المرأة الكافية البيت خوفا من تكاثر النمل... ثم يقوم الرجل بالتسوق لشراء مستلزمات البرزقان من لحم الضان الصغير الخالي من الشحوم وشراء المكسرات والتمر والزبدة وإكليل الجبل ذو الرائحة القوية والزعفران... أما النسوة الكافيات فيخصصن ذلك اليوم لإعداد البرزاقان بالكسكسى الشمسي وهو الكسكسى الذي يقع تجفيفه عند صنعه تحت أشعة شمس الصيف الحارة ومن مميزات هذا النوع من الكسكسى أن عملية خزنه تدوم على مدار السنة دون تعرضه إلى التعفن وتسمى عملية صنع الكسكسى الشمسي وخزنه ( العولة ) وتسمى عند الشرقيين (المونة) وهى عادة أخذها الكافية عن القرطاجنيين . ويؤكل البرزقان مع منتصف النهار، أما المساء فيكون للتجوال بالمدينة وزيارة الأقارب والأصدقاء. ومن هذا يبرز كوكتال الموروث الشعبي المأخوذ عن الحضارات التي تعاقبت على مدينة الكاف... هكذا كان مهرجان ميو أيام زمان أما اليوم فاخذ طابعا ثقافيا يمتزج فيه الغناء بالمسرح وتنشيط المدينة سياحيا دون نسيان أكلة البرزقان. عبد الحميد حمدي ملاحظة البرزقان اكلة تمتاز بها مدينة الكاف وهى خليط من الكسكسي والمكسرات والتمر والحليب ولحم الضان ويطلب اعدادها امكانيات فنية ومادية