أقرّت الكتلة البرلمانية لحزب «المؤتمر الشعبي» الحاكم باليمن في جلسة برلمانية أمس مشروع قرار بفرض حالة الطوارئ في البلاد التي أعلنها الرئيس علي عبد اللّه صالح لمدة شهر وسط تعاظم الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام ودعوات الثوار الى إعلان يوم غد الجمعة «جمعة الزحف» على القصر الرئاسي للاطاحة بالنظام. وذكرت مصادر إخبارية يمنية ان نحو 125 نائبا من اجمالي أعضاء البرلمان البالغ عددهم 301 نائب صوّتوا على قرار حالة الطوارئ فيما أبدى كل من النواب ياسر العواضي وأحمد صوفان وعبد الملك الوزير ومحمد الجبرتي تحفظهم على القرار وأعلنت الكتل البرلمانية لأحزاب «اللقاء المشترك» و«الأحرار» و«المستقلون» رفضهم القاطع لإعلان حالة الطوارئ الذي وصفوه بأنه «منعدم الشرعية»،. وقال بيان صحفي تلاه أعضاء الكتل البرلمانية الذين توزّعوا على ساحات التغيير باليمن انه لا يحقّ لمجلس النواب مناقشته من حيث المبدإ شكلا ومضمونا. وأضاف البيان أن ساحات التغيير في المدن اليمنية المختلفة تمثل اليوم الشرعية الشعبية الحقيقية باعتبار أن الشعب مالك السلطة ومصدرها مجدّدين تأييدهم انضمامهم الى الثورة الشعبية ومطالبها العادلة. وقال البيان «إن هذا القانون غير شرعي وغير دستوري لأنه يستبيح الحرمات وينتهك الأعراف والخصوصيات وحركة التنقل والحجر على كافة الحريات». وكان نحو 50 نائبا من أحزاب المؤتمر الشعبي واللقاء المشترك والمستقلين ضمن المعتصمين بساحة التغيير أمس الأربعاء. وقال البرلماني عبد الكريم جديان انه لا شرعية للنظام ولا للدستور ولا للقانون وان الشرعية لساحات التغيير في الجمهورية فيما دعا النائب عبده الحذيفي وهو عميد في الجيش القوات المسلحة بأن يكونوا حماة للوطن. وفي الوقت نفسه تواصلت أمس موجة الاحتجاجات في صنعاء وتعز وإب وعدن وفي عدد من المدن اليمنية الأخرى للمطالبة برحيل «صالح» وإسقاط النظام. وكانت الأزمة اليمنية قد اتخذت بعدا خطيرا أول أمس عندما اشتبك الحرس الجمهوري مع الجيش الذي شهد في الأيام الأخيرة انشقاق العديد من كبار ضباطه وانضمامهم الى الحملة المطالبة برحيل صالح الذي حذّر بدوره من حرب أهلية. وفي سياق متصل أثار إعلان اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية والغربية في اليمن انضمامه الى المحتجين بساحة التغيير بجامعة صنعاء تباينا حادا بين أغلبية يشكلها حزب الاصلاح «الاخوان المسلمون» والقبائل والقوى السياسية وتبدي قوى سياسية مخاوف من صعود محسن الأحمر الى سدّة الحكم بدلا عن الرئيس علي عبد اللّه صالح ومن أبرزهم «الحوثيون» باعتباره الغريم الميداني لهم والقائد الأهم لحرب صيف عام 1994 مع الجنوبيين الذين يحمّلونه مسؤولية قتل الآلاف منهم.