ككلّ القطاعات والمؤسسات في عهد الفساد لم يتخلّص القطاع الرياضي من التجاوزات والإخلالات والاختلاسات والتزوير نتيجة للوضع المترّدي الذي كانت تعيشه البلاد . وإذ يبقى الواجب والأخلاق يفرضان علينا عدم التعميم، فإننا نكتفي بالتأكيد أن البعض فقط مارسوا الفساد وعمّقوا الجرح لتكون الوثائق والبراهين أفضل دليل على ذلك خاصة حين نعلم أن التفقدية العامة لوزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية كشفت عديد التجاوزات على غرار البحث الذي فتحته حول تجاوزات الجامعة التونسية للكيك والتاي بوكسينغ السّافات والأنشطة التابعة والتي كان مرجع التفقدية والذي انطلقت منه بمأمورية عدد 281/08 مؤرخ في 28 أوت 2008. وأشارت هذه التفقدية العامة الى أنه وتبعا للملف المحال عليها من الادارة العامة للرياضة والمتضمن لعريضتين تمحورتا حول الاخلالات في التصرف المالي والفني لهذه الجامعة. تحوّل فريق تفقد لمقر الجامعة للتثبت في صحّة ما جاء في العريضتين من ادعاءات متمثلة في: تعيين محاسب (ابن شقيقة رئيس الجامعة وليست له شهائد علمية) جمع مداخيل التظاهرات الرياضية دون تسليم وصولات الاستعمال المفرط للهاتف اصطحاب رئيس الجامعة لزوجته في تظاهرة كأس العالم بالمجر سنة 2007 عدم تنفيذ وعود رئيس الجامعة بمنح جوائز ومنح مالية متعلقة ببطولة العالم بالمجر منح الأحزمة والدّرجات دون احترام الأقدمية المطلوبة المحاسب ابن شقيقة رئيس الجامعة؟ البحث والتحقيق اللذان قامت بهما التفقدية أسفرا عن حقيقة تثبت بأن المحاسب فعلا هو (ابن شقيقة رئيس الجامعة) مما خوّل له صلاحيات إدارية ومالية تتعدى مشمولاته كما أن المحاسب غير متحصل فعلا على شهادة في الاختصاص وليست له سوى شهادة تكوين مهني في اختصاص عون فني في المكتبية وإعلامية التصرف فضلا عن أنه لا يمسك دفتر صندوق لتسجيل المداخيل والمصاريف النقدية. تلاعب بالأموال العمومية؟ أما بخصوص جمع مداخيل التظاهرات الرياضية دون تسليم وصولات، فإنه ومن خلال مراجعة التقارير اتضح أن المحاسب يتسلم مداخيل التربصات نقدا ويحتفظ بها لمدة طويلة قبل ايداعها بحساب الجامعة وهو ما جعل في عدم تدوين تلك الأموال بروز الفوارق الهامة بين المداخيل والذي تعتبره التفقدية تلاعبا بالأموال العمومية. تجاوزات وشطط؟!! رغم أن مصاريف الهاتف والفاكس تمّ وضع اعتماد لها لا يتجاوز 3000 دينار، فإنها خلال سنة 2007 أدركت سبعة ملايين و56 دينار و953 مليما (953 . 056 . 7د) مقابل إدراك الهاتف الجوال ولمدة ستة أشهر فقط (2391.684د) (أي قرابة مليونين و400 دينار). .. وفعلا تبين الاصطحاب؟ وإذا تمّ طبقا لشهادة تحويل يقع بموجبها الترخيص ل(11) شخصا للتحول الى المجر للمشاركة في بطولة العالم من 8 الى 15 ماي 2007، فإنه وبالتحرّي في الموضوع وبمراجعة فاتورة الاقامة اتضح أنّ عدد المقيمين بلغ (13) شخصا والحال أن الوفد الرسمي لا يضم أكثر من (11). كما أن فاتورة تذاكر السفر رقم (07/921) المؤرخة في 7 ماي 2007 تنص على (12) تذكرة بمبلغ 7404 دينار ويمكن الوصول وقتها الى 13 شخصا باعتبار التذكرة المجانية ومقابل ذلك لم يتوفر الكشف البنكي لتبديل العملة قبل السفر.. ومن جهة أخرى، فإن إسناد مصاريف الجيب كانت متفاوتة حيث تراوحت بين (160 أورو) للرسميين و(40 أورو) للملاكمين وبالتالي فإنه وفضلا عن تنقيص منح الملاكمين وزيادة منح الرسميين، فإنه تبيّن صرف أموال في غير مكانها وعدم التنصيص على مبلغ الاقامة بالفاتورة وهو ما يعني أن المبلغ المتمثل في 3275 أورو، يبقى دون إثبات فضلا عن التأكد من اصطحاب رئيس الجامعة لزوجته وطرف آخر اتضح حسب الصور المرافقة أنها ابنته؟؟!!