اعتصم عدد هام من المواطنين العائدين من القطر الليبي الشقيق بسبب ما تشهده المنطقة من أحداث مؤلمة أنهت بصفة فجئية اقامتهم هناك وعجّلت بالتالي عملية تورطهم في معركة دون تحضير نفساني يذكر اذ يقول السيد لطفي بن عمار العياري «أنا متزوّج ولي 6 أبناء أعمارهم من 5 الى 17 سنة يزاولون تعليمهم، أجبرت على العودة منذ 20 فيفري الماضي ووضعي الاجتماعي يشكو خللا رهيبا إثر فقداني لمقوّمات العيش الكريم فصاحب المحل الذي أسكنه منذ7 سنوات لم يرحمني بعدما عجزت عن تسديد معلوم الكراء ولولا لفتة كريمة من سيّدة مسنّة آوتني صحبة عائلتي داخل حجرة ومطبخ لكنا الآن مشرّدين بالطريق العام. قابلت الوالي الجديد وانتظر حتى هذه الساعة تدخلا لفائدتي. انا أطالب بإيفاد مرشدة اجتماعية للاطلاع على وضع عائلتي. من جهته يقول السيد محمد بن عبد الله الخذيري متزوّج وله 3 أبناء يدرسون: «أطالب بعمل قار يساعدني على مجابهة مصاريف العائلة او بقرض يمكنني من تعاطي النشاط الفلاحي كتربية الماشية علما وأني من سكان وادي الرمل الجنوبية وعدت الى أرض الوطن منذ 21 فيفري الماضي». هذه عيّنة من مجموعة تضمّ 80 مواطنا تونسيا يقطنون بالكاف المدينة ويجابهون حاليا أوضاعا مزرية بعد فقدانهم لمواطن شغلهم بليبيا التي غادروها تحت وابل الرصاص وخوفا على حياتهم ومستقبل أولادهم، هم يطالبون بحق ادماجهم في حضيرة المجتمع في انتظار ان تعود الحياة العادية بأماكن إقامتهم بليبيا وينهي أحد مخاطبينا حديثه بنبرة حزن عميقة: «طلبوا منّا التنقل الى العاصمة لنيل مساعدة قيمتها 50 دينارا فهل هذا معقول؟».