العجز المالي الذي تمرّ به التلفزة التونسية وضيق الوقت يحرمان المشاهد هذه السنة من الاستمتاع بالمسلسلات الرمضانية التي كانت تميّز هذا الشهر على الشاشة الصغيرة. ونظرا للظرف الذي مرّت به البلاد في المدة الأخيرة انشغلت كل الأطراف بالثورة وتبعاتها ولم تكن الأرضية ملائمة لتحضير المسلسلات أو حتى التفكير في بعض المواضيع التي يمكن أن تطرح في أول شهر صيام يأتي ما بعد ثورة 14 جانفي. وللحديث حول هذا الموضوع رمضان دون مسلسلات «الشروق» اتصلت ببعض الأطراف للتأكد من الخبر ولمزيد تسليط الضوء على موقف المخرجين من ذلك. العجز المالي وفي هذا الإطار أكد الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية السيد مختار الرصّاع أن العجز المالي وضيق الوقت هما السببان الرئيسيان في عدم انتاج مسلسلات رمضان 2011 مضيفا أن هذا لا يعني غيابا كاملا للفرجة على التلفزة التونسية بل سيتم انتاج بعض المسلسلات التلفزية «السيتكوم». كما أفاد السيد مختار الرصاع أنه سيتم إعادة بعض المسلسلات بعد شهر رمضان. وفي نفس السياق تحدث الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية عن العجز المالي الذي تعاني منه التلفزة الآن والمتسببة فيه عديد الأطراف قد بلغ تقريبا 36 مليارا في السنة الأخيرة فقط. وأكد أن التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات هذا العجز بالرجوع أيضا إلى السنوات الماضية. لا بدّ من أفكار عميقة وعن الأفكار التي يمكن أن تطرح يقول المخرج عبد القادر الجربي إن الأحداث الراهنة تفرض أفكارا عميقة تتماشى مع الظرف وفي آن واحد تشدّ المشاهد. وأضاف الجربي أن ضيق الوقت أيضا يحول دون تحضير مسلسلات رمضان 2011 لأن إعداد مسلسل يتطلب على الأقل 5 أشهر حسب تصريحه في حين أنه لا يفصلنا سوى 4 أشهر عن شهر رمضان. وأكد المخرج عبد القادر الجربي أن العجز المالي الذي تمرّ به التلفزة التونسية يمثل عائقا أيضا أمام اعداد مسلسلات رمضان هذه السنة. وبما أن عامل الوقت والمادة يحولان دون انتاج مسلسلات رمضان 2011 يقول عبد القادر الجربي «بإمكاننا أن نعدّ مسلسلات إلى ما بعد رمضان وهذا ما نتمنّاه فعلا».. «السيتكوم» يعوّض المسلسلات المخرج علي منصور أكد من جهته أنه التقى بالرئيس المدير العام للتلفزة التونسية لطرح بعض الأفكار حول المسلسلات الرمضانية إلا أنه أخبره أن ديون التلفزة وضيق الوقت يحولان دون ذلك. لذلك شرع المخرج علي منصور في إعداد «سيتكوم» من تأليف لطفي العماري وبالرغم من أن فكرته أقدم من الثورة حسب ما صرّح به المخرج إلا أن هناك اسقاطات من أحداث الثورة على حدّ تعبيره. ومن جانب آخر تحدث علي منصور عن مسلسل «فرسان الضباب» الذي شرع في إعداده إلى ما بعد شهر رمضان أي في شهر جانفي حسب ما وعده به الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية. هكذا إذن سيعيش مشاهدو التلفزة التونسية رمضان دون مسلسلات على الشاشة الصغيرة، فهل ستسيطر الشاشات العربية على المشاهد التونسي في هذا الشهر المبارك؟ أم أن ثورة الحرية والكرامة ستكون حافزا لإعداد برامج ضخمة تتنفس حرية وتنسي المشاهد المسلسلات الرمضانية؟!